99

ولما وصل الإمام شرف الدين -عليه السلام- صعدة وفد إليه علماء تلك الجهة من السادة والشيعة إلا مجدالدين بن الحسن فبقي على دعوته إلى أن توفي والإمام شرف الدين -عليه السلام- اشتغل بحرب الباطنية، فافتتح حصونهم، وغنم الجند ما فيها وأخربها، وكان فتحا مبينا فل شوكة الباطنية، ثم وقعت بينه وبين الأشراف وقعات، ثم بينه وبين بني طاهر ملاحم كبيرة، وكان النصر (فيها)(1) للإمام عليه السلام، وكان فتح صعدة ونواحيها سيد الفتوح، وعادت كما كانت عليه مع الأئمة السابقين عليهم السلام من إقامة العدل وعمارة معالم العلم والفضل، وكانت أعلام المنكر فيها ظاهرة ومصالح(2) الحق داثرة، ثم كان فتح رازح، وبلاد الاهنوم وبرط، بعد رجوع الإمام -عليه السلام- إلى صنعاء.

ثم قتله موكل وقد دعا (فيها)(3) سيد من أولاد السراجي، والمطهر بن الإمام في صعدة، فجمع ألف جمل وأركب عليها العسكر، ثم طوى المراحل من الشام إلى اليمن فاستولى على السيد المذكور ومن معه، وكان القتلى ألف وثلاث مائة والأسرى مثلهم، وأمر كل أسير يحمل رأسا، ووجههم إلى الإمام -عليه السلام- فكان وصولهم صنعاء أمر مهول، أدهش من الأعداء العقول، ثم إن الإمام عليه السلام أرسل بالأسارى والرؤوس إلى صعدة، فكسر بذلك شوكة من بقي من الباطنية وغيرهم.

ثم افتتح المطهر الدعكر، وكان عامر بن داوود الطاهري في قعطبة ثم أخذ قاهرة تعز، وشمس الدين بن الإمام افتتح حراز ومسار، وقدم عزالدين بن الإمام من الجهة الشامية إلى والده -عليه السلام- بجنود وافرة، بعد أن وطأ أكتاف تلك البلاد(4) وذلل صعابها، وتلقاه الإمام وأولاده الأعلام بعد اجتماعهم ورجوعهم من جهادهم وهم: المطهر، وشمس الدين، وعلي.

Shafi 97