94

ثم أعاد قراءة (التذكره) على الفقيه العالم المبرز عبدالله بن يحيى الناظري، ثم استفتح أبواب الفنون العربية والمعارف الأدبية، فقرأ على والده شمس الدين: (الظاهرية)، وشرحها لابن هطيل، ثم (الكافية)، وشرحها، والنصف الأول من (المفصل)، ثم ترقت به الهمم العلية إلى المراتب العصية؛ فأزمع على طلوع صنعاء وفيها أعيان ذلك الزمان، فعز على والديه فراقه، وطيب به أنفسهما وهو في ست عشرة سنة فطلعوا جميعا إلى صنعاء، وتمم قراءة (المفصل) على الفقيه العلامة الزاهد علي بن صالح العلفي رحمه الله، ثم قرأ(1) شرحه على الفقيه المحقق محمد بن إبراهيم الظفاري، وقرأ عليه (الرضي) شرح الكافية، و(الشافية) في التصريف، وشرحهما، ثم قرأ (شرح المفتاح)(2)، والمفتاح للسكاكي على العلامة السيد الهادي بن محمد -عليه السلام-، وقرأ عليه الكشاف، ومختصر المنتهى، وشرحه للعضد.

ثم في الحديث: كتاب الشفاء، وأصول الأحكام، وغير هذه.

(ثم)(3) في علم الكلام والفروع، ثم سمع بعض جامع الأصول على الإمام محمد بن علي الوشلي(4).

وله (عليه السلام)(5) من المسموعات بطريق الرواية والإجازة على الإثبات ما يكثر تعداده، ولم يزل كذلك حتى تطلع من العلوم العقلية والنقلية، وند الأقران في الفضائل الغريزية والكسبية، واشتهر ذكره في الأقطار، ولاحت عليه للخلافة الأسرار، وأقبل على نشر العلم وتدريسه، وشيد قواعده وتأسيسه، وكان هذا دأبه -عليه السلام- مدة عمره، أنفق العمر ناسكا يطلب(6) العلم، يبحث عن أصله وانتقاد. وأخذ عنه العلم عدة من المبرزين من السادة والشيعة فكانوا قدوة العالمين(7).

Shafi 92