Tatimmat Ifada
تتمة الإفادة
Nau'ikan
وأما صلاح بن علي المذكور فإنه لما دعا إنقاد إليه سنقر المذكور، وكان مستوليا على صنعاء بعد سيده علي بن صلاح وولده محمد بن علي، فإنه توفي بعد أبيه بأربعين يوما ؛ فتصدر سنقر كما كان يعتاد من الرئاسة، وكان من أهل الكمال والهيبة.
فلما رأى الإمام صلاح حاله مضطربة أضمر في نفسه أسره، وكان سنقر يختلف إليه حينا مع أصحابه وحينا منفردا، فتواطأ الإمام صلاح هو وثلاثة على ذلك، ففشى سرهم، وعلم سنقر بذلك فطلع بخدمه، ثم قال للثلاثة: قد أردتم أسري ثم أشار إلى خدمه أن اقتلوهم فقتلوهم، وأسروا الإمام، فبقي مدة في حبسه، حتى احتالت الشريفة فاطمة بنت الحسن زوجته في إخراجه من الحبس، ثم انتقلت هي وهو إلى صعدة.
وبعد ذلك قرب سنقر الإمام المطهر، وهم سنقر بأسر الناصر، واجتمع سنقر والإمام المطهر على نزول اليمن، فلزمهم الناصر في قريس كما تقدم، ولما وصل صلاح صعدة قصد صنعاء فلما وصل إلى علب خرج عليه الناصر من صنعاء، فوقع طرف قتال وأسر فيه صلاح المذكور ونهب جميع ما معه، وبقي في حبسه إلى أن مات سنة تسع وأربعين وثمان مائة ودفن بمسجد موسى بصنعاء.
ومدة خلافته ثمان سنين، وخلف الناصر على صنعاء ولده محمد بن الناصر أربعين سنة، واقتصر عليها وما حولها وضرب بعدله المثل.
وفي أيامه هلك عامر بن طاهر قتل حوالي صنعاء، وبسبب قتله تقوت يد محمد بن الناصر، وتفرد بملك بني طاهر علي بن طاهر مدة يسيرة ومات، وتولى بعده ابن أخيه عبدالوهاب، فضايقه محمد بن الناصر اكتفاء شره حتى مات، فتنازع ولده عامر بن عبدالوهاب، وآخر منهم؛ فكادت دولتهم تزول، فعضد محمد بن الناصر عامر بن عبدالوهاب، وكانت قوته بسببه، وبعد أن تقوت شوكته وصفت له مملكة أبيه حاصر صنعاء، ومات محمد بن الناصر وهو محاصر له، ثم خلفه صنوه أحمد بن الناصر، ولم تطل مدته حتى أسره عامر، وأخرجه من صنعاء بأهله.
Shafi 79