75

ثم تقدم الإمام المهدي والهادي عليهما السلام فافتتحا صعدة إلى المنصورة ثم بلغهم خروج مقدم من صنعاء ممدا إلى المنصورة فخشيا إذا دخل ملازمة القتال حتى يصل صاحب إمرة، فترجح لمولانا عليه السلام لقاء المقدم إلى رأس الشرفة فخرج بمن معه من خيل ورجال إلى موضع من بلاد آل عمار، فجمع(1) الطريق فخلفهم المقدم حين(2) دخل المنصورة فخشي الهادي [حينئذ](3) عيب أهل صعدة فخرج إلى فلله، ومولانا المهدي -عليه السلام- تقدم إلى جبل بني عوير(4)، وسار بجنده إلى الاهنوم.

ولم يزل -عليه السلام- يتردد في البلاد، واشتغل بالعلم والتعليم والتأليفات، في جميع الفنون في كل جهة أقام فيها.

ثم توفي الهادي بن المؤيد في يوم عاشوراء سنة ست وثلاثين

وثمانمائة، ودفن بمسجده بفلله وأوصى بتسليم الحصون التي(5) بيده إلى مولانا -عليه السلام- فوصل إليه ولاتها وحلفوا له.

[كراماته]

وأما كراماته عليه السلام: فعديدة، منها: ما اتفق للذي رماه بالنفط وذلك أنه كان عليه السلام في حال الصلاة بالناس جماعة في بيت بوس فرمى بالحجر الأول فظن الناس أنها رجفة عظيمة فما بقي منهم إلا من قعد من قيامه إلا هو -عليه السلام-، فلما فرغ التفت وقال: ما هذا؟ فقالوا -بعد أن عرفوا ذلك-: رمانا رجل من المحطة، فقال -عليه السلام-: قطع الله يمينه فرمى بالحجر الثانية فرجع عليه الحجر فقطع يمينه من الكتف.

ومنها: أنه كتب إلى صاحب ريمة ليجيب دعوته، فاستهزأ هو وأولاده بالكتاب، وتكلموا بالفحش، فوقعت عليهم صاعقة صرعتهم، إلا الرسول الذي جاء بكتاب الإمام عليه السلام، ففزع أهل تلك البلد إليهم، ووضعوا عليهم الماء، فلما أفاقوا استغفروا الله تعالى، واعترفوا بالذنب، ثم سار إليه -عليه السلام- جميع أهل حضور ودخلوا في طاعته.

Shafi 74