112

وأما العجم فحاصروا شهارة، وفيها مولانا محمد بن الإمام عليه السلام وأكثروا الرتب عليها، وتجرد(1) حيدر إلى صعدة [فدخلها](2) بعد خروج مولانا الحسين عليه السلام إلى ساقين فوقعت بينهم وقعات كثيرة، منها: وقعة علاف(3) كسر فيها حيدر، وقتل من أصحابه نحو ألف وثلاثمائة، وكان ذلك سببا لقوة من في شهارة، فكسروا الرتب التي حولها إلى أخرف، وقتلوا منهم مقتلة عظيمة، وأخذوا غنائم كبيرة، ثم عادوا إلى شهارة، واجتمع الاهنوم جميعهم إلى مولانا محمد بن الإمام عليه السلام، وكانت مواقف محمودة، ووقائع مشهودة إليه، فيها لجنود الحق.

ولما بلغ الإمام عليه السلام حصار العجم لمن في الهجر من جند الحق استخلف مولانا الحسين عليه السلام على حصار صعدة وتوجه عليه السلام للتفريج على من في الهجر، فكان بوصوله عليه السلام قوة قلوب المجاهدين، وأرسل مولانا محمد [بن الإمام عليه السلام](4) إلى الهجر، وتابع السرايا والبعوث إلى تلك الجهات، فاستولى على أكثرها حتى قطع مدد الظالمين إلى صعدة، ومولانا الحسين عليه السلام لما اشتدت محاصرته لمن في صعدة خرج حيدر إلى خمرمتخفيا واستخلف على صعدة الأمير مصطفى.

ثم عاد مولانا الحسين عليه السلام إلى شهارة، وكانت (وقعة)(5) غارب أثلة المشهورة قتل فيها عدة من الأمراء وانتهبت خزائنهم وأسلحتهم، وسارت بها البشائر إلى جميع اليمن، وبقي مولانا علي بن الإمام(6) محاصرا لصعدة وحصل بينه وبين من فيها ملاحم عديدة، وكان في بعضها شهادته في جمادى الآخر سنة أربع وعشرين وألف، ثم إنه لما بلغ جعفر باشا خروج محمد باشا طلب الصلح سنة، فأجابه الإمام عليه السلام (إليه)(7).

Shafi 110