Tasliyat Mujalis
تسلية المجالس و زينة المجالس - الجزء1
Nau'ikan
بايعناه فالله بايعنا، وإن نكثنا بيعته فبيعة الله نكثنا.
ثم قال (صلى الله عليه وآله): إن الله أنزل علي القرآن الذي من خالفه ضل، ومن ابتغى علمه عند غير علي هلك.
وما كان (صلى الله عليه وآله) ليثبت له هذه الخصائص تشهيا، ولا ليوجب له هذه الفضائل اقتراحا، بل بوحي يوحى، لكونه (صلى الله عليه وآله) لا ينطق عن الهوى (1).
ولم يكن سبحانه ليوجب علينا متابعته، ويفرض علينا ولايته، ولا يحثنا على الاستمساك بعروته، ويأمرنا بسلوك طريقته، إلا لأنه سبحانه علم تشدده في حبه، وإخلاصه بقالبه وقلبه.
قد طهره سبحانه بالعصمة، وأيده بالحكمة، لا تأخذه فيه لومة لائم، ولا يثني عزيمته عن التوجه إليه عقائد العزائم، قلبه منبع الأسرار الإلهية، ونفسه معدن العلوم الربانية والفضائل النفسانية، إلى كعبة علومه تشد الرحال، وببيت معارفه يطوف الرجال، وعلى قواعد استنباطه تبنى الأحكام، وهو الذي وضع قوانين العلوم بأسرها، وتفرد دون الخلق بضبطها وحصرها، فالعلوم الإلهية من عين يقينه نبعت، الأحكام الشرعية من تحقيقه وتبيينه تفرعت، وموازين الفصاحة بلسانه استقام لسانها، وقعر البلاغة بنهج بلاغته قامت سوقها واستقامت أوزانها، والقواعد الرياضية بحدة فطنته أوضح غامض إشكالها، وأقام البرهان على وحدة الصانع ووجوب وجوده بترتيب قضاياها وأشكالها.
كل علم لا يعزى إليه فهو باطل، وكل نثر لا يحلى بجواهر كلامه فهو
Shafi 260