Tasliyat Mujalis
تسلية المجالس و زينة المجالس - الجزء1
Nau'ikan
معين، وسلكوا مفاوز البرزخ إلى الدار الباقية، فكشفوا حجب غيوبه لأهل الحياة الفانية، وحذرهم ما يلقون في سلوكهم- بعد مماتهم- إلى دار قرارهم، وأراهم عواقب امورهم بعد الاخراج من ديارهم، وأمرهم باتخاذ الزاد البعيد لسفرهم، وحسن الارتياد قبل انقطاع عذرهم، ما وهنوا في سبيل ربهم، وما ضعفوا وما استكانوا بل أيدوا الحق وأهله، ونصروا وأعانوا وجاهدوا في الله بأيديهم وألسنتهم، ونصحوا في سبيل الله في سرهم وعلانيتهم، وكان أفضل سابق في حلبة الاخلاص لربه، وأكمل داع دعا إلى الله بقالبه وقلبه، وخير مبعوث بدأ الله به وختم، وأجمل مبعوث بالمجد الأعبل والشرف الأقدم، كم تلقى صفاح الأعداء بطلعته الشريفة؟! وكم قابل رماح الأشقياء ببهجته المنيفة؟! صاحب بدر الصغرى والكبرى، وسيد أهل الدنيا والاخرى، الذي لم يجاهد أحد في احد جهاده، ولا جالد جليد في حنين جلاده (1)، أشجع الخلق بالحق، وأصدع الرسل بالصدق.
تاج رسالته: (سبحان الذي أسرى) (2)، وتوقيع نبوته: (فأوحى إلى عبده ما أوحى) (3)، ودلالة محبته: (ما ودعك ربك وما قلى) (4)، وآية بعثه:
(ما كذب الفؤاد ما رأى) (5)، كل من الأنبياء مقدمة جنده، وكل من الأولياء أخذ الميثاق على من بعده بوفاء عهده، في صحف الخليل ذكره أشهر من أن يشهر، وفي توراة الكليم فضله من فلق الصبح أظهر، والمسيح في إنجيله دعا إليه وبشر، وصاحب الزبور لما دعا باسمه أظهره الله على جالوت ونصره أعني
Shafi 142