143

Tasis Taqdis

تأسيس التقديس في كشف تلبيس داود بن جرجيس

Bincike

عبد السلام بن برجس العبد الكريم

Mai Buga Littafi

مؤسسة الرسالة

Lambar Fassara

الطبعة الأولى ١٤٢٢هـ

Shekarar Bugawa

٢٠٠١م

قام عبد المطلب ونفر من قريش يدعون الله ويستنصرونه على أبرهة، وأخذ عبد المطلب بحلقة باب الكعبة ويقول: يا رب لا أرجو لهم سواك ... يا رب فامنع منهم حماك إن عدو البيت من عاداك ... فامنعهم أن يخربوا قراك وإخبار الله سبحانه عنهم بالإخلاص في الكرب والشدائد كاف. فيا سبحان الله!! هؤلاء المشركون الذين نزل القرآن بتكفيرهم وإباحة دمائهم وأموالهم للمسلمين يعلمون بقلوبهم ويقرون بألسنتهم بأنه لا يكشف الشدائد إلا الله ويفزعون فيما يهمهم إلى الله وحده ويتركون الوسائط الذين اتخذوهم شفعاء لهم عند الله، قال تعالى: ﴿قُلْ أَرَأَيْتَكُمْ إِنْ أَتَاكُمْ عَذَابُ اللَّهِ أَوْ أَتَتْكُمْ السَّاعَةُ أَغَيْرَ اللَّهِ تَدْعُونَ إِنْ كُنتُمْ صَادِقِينَ * بَلْ إِيَّاهُ تَدْعُونَ فَيَكْشِفُ مَا تَدْعُونَ إِلَيْهِ إِنْ شَاءَ وَتَنسَوْنَ مَا تُشْرِكُونَ﴾ [الأنعام:٤٠،٤١] . وهذا الرجل الذي يسمى عالما يقول: إنه يطلب من النبي ﷺ كشف الشدائد وإنه يكشفها. فلولا أنه يقول إنه يكشفها لم يجوز طلب كشفها منه؟ وكان طلب ذلك منه عناء بلا فائدة. ثم زعم أن الاستغاثة به ﷺ في الشدائد أمر مشهور معمول به عند الصحابة والتابعين. فنسب إلى خير القرون ما هم أبعد الناس عنه، ويكفي في إبطال شبهه كلها قول الله تعالى: ﴿قُلْ لَا أَمْلِكُ لِنَفْسِي نَفْعًا وَلَا ضَرًّا إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ﴾ ﴿قُلْ إِنِّي لَا أَمْلِكُ لَكُمْ ضَرًّا وَلَا رَشَدًا﴾ وهذا في حال حياته ﷺ فكيف الحال بعد الموت؟ وهو أيضا لم يقتصر على النبي ﷺ كما قرر في أوراقه هذه أن الله أمر بطلب الحاجات من الأموات وأنهم أحياء في قبورهم، مع ما ضم إلى ذلك من دعواه إثبات التصرف المطلق للنبي وغيره في يوم القيامة، ودعواه علم الغيب للنبي ﷺ، وما تضمنه كلامه من الكذب على الله وعلى رسوله وعلى

1 / 154