Asalin Metafizikar Akida
تأسيس ميتافيزيقا الأخلاق
Nau'ikan
14
التي تستخدم فحسب في إخضاع التمثلات الحسية لقواعد معينة وتوحيدها بهذه الوسيلة في شعور،
15
ولن يستطيع بغير هذا الاستخدام للحساسية أن يفكر في شيء على الإطلاق،
16
أما العقل فيظهر، فيما يسمى بالأفكار، تلقائية تبلغ من النقد حدا يجعله يتجاوز كل ما تستطيع الحساسية أن تقدمه إليه تجاوزا بعيدا كما يجعل مهمته الرئيسية تنحصر في التمييز بين العالم المحسوس والعالم المعقول؛ ومن ثم في تعيين الحدود التي لا ينبغي للفهم نفسه أن يتعداها.
17
لهذا السبب يتحتم على الكائن العاقل، بوصفه عقلا (أي من ناحية أخرى غير ناحية ملكاته الدنيا) أن يعد نفسه منتميا لعالم معقول لا لعالم محسوس، وعلى ذلك فإن لديه وجهتي نظر يمكنه أن يتأمل نفسه من خلالهما، وأن يعرف قوانين ممارسة ملكاته، وبالتالي قوانين أفعاله جميعا؛ فهو من ناحية انتمائه لعالم محسوس يخضع لقوانين الطبيعة (التنافر)، وهو من ناحية انتمائه لعالم معقول يخضع لقوانين مستقلة عن الطبيعة، غير تجريبية، بل قائمة على أساس العقل وحده.
إن الإنسان بوصفه كائنا عاقلا، ولكونه تبعا لذلك عضوا منتميا إلى عالم معقول، لا يمكنه أن يتصور علية إرادته الذاتية إلا من خلال فكرة الحرية؛ ذلك لأن الاستقلال عن العلل المعينة في العالم المحسوس (وهو ما ينبغي على العقل أن ينسبه لنفسه على الدوام) هو الحرية بعينها. ولكن فكرة الحرية مرتبطة «بتصور الاستقلال الذاتي» ارتباطا لا ينفصم، كما أن تصور الاستقلال الذاتي مرتبطا بالمبدأ الشامل للأخلاق، الذي يعد من الناحية الفكرية الأساس الذي تقوم عليه جميع أفعال الكائنات «العاقلة»، مثلما يعد القانون الطبيعي الأساس الذي تقوم عليه جميع الظواهر.
هكذا تزول الشبهة التي أثرناها فيما تقدم إذ اعتقدنا أن هناك حلقة مفرغة تستتر في الطريقة التي نستدل بها من الحرية على وجود الاستقلال الذاتي، ومن الاستقلال الذاتي على وجود القانون الأخلاقي، وأننا ربما لا نكون في الحقيقة قد جعلنا من فكرة الحرية مبدأ إلا بالنظر إلى القانون الأخلاقي، لكي نعود بعد ذلك فنستنتج هذا القانون الأخلاقي من الحرية وأننا قد لا نستطيع نتيجة لذلك أن نعلل هذا القانون أي تعليل على الإطلاق، وأن ذلك لم يزد في الواقع على أن يكون مطالبة بمبدأ تسلم لنا به طائعة نفوس طيبة الطوية، وإن لم يكن في استطاعتنا أبدا أن نجعل منه قضية تقبل البرهان عليها. ولكننا نرى الآن كيف أننا حين نتصور أنفسنا أحرارا، نضع أنفسنا في العالم المعقول كأعضاء فيه وأننا نتعرف الاستقلال الذاتي للإرادة مع النتيجة المترتبة عليه، ونقصد بها الأخلاقية، ولكننا حين نتصور أنفسنا ملتزمين بالواجب نحسب أننا أعضاء في العالم المحسوس كما نحسب أننا في الوقت نفسه أعضاء في العالم المعقول.
Shafi da ba'a sani ba