ولما كانت هذه المقامة على هذه الصورة في الحصانة والقوة، وأنها في صدر الكار على هذه الصورة، اشتد عمل مولانا السلطان على تحصينها، و بالغ في ذاك بكل ممكن. فتقدم إلى النواب بالعمل عليها، والوعود الجميلة أن بها. إلى أن قامت جماعة بها وافقوا على قتل الشجاع موسى النائب بها، و إقامة شخص عوضه يسى بدر الدين. وعند ذلك جهزوا ثلاثة أنفار إلى النائب بحلب المحروسة، منهم أخو الوالى. فتقرر الحال على قطاعات وتشاريف وجمل من المال، و إنفاذردخانات وذخائر تكون في القلمة. وتوجه التسليمه الأمير جمال الدين الهروی، والأمير ركن الدين بيبرس السلاح دار، والأمير شمس الدين أفش الشمسي المينتابي، ومعهم النشار يف والخلع والخزانة والخيل. وتوجه من لفهم خلقوا لمولانا السلطان الملك المنصور ولولده السلطان الملك الصالح، وتسلم الحصن الذكور وسر الذين كانوا به ليشملهم الإنعام جماعة بعد جماعة، ففروا وأحسن مولانا السلطان إليهم، وأقطع منهم من يستحق الإقطاع وجهت إليها الزردخانات والآلات من كل شيء وشرت إليها الرجال، وجهز إليها النائب من الأبواب الشريفة السلطانية وذلك في جمادى الأولى سنة ثلاث وثمانين وستمائة.
Shafi 29