Yadda Aka Tsara Kwanaki da Zamanai Tare da Tarihin Sarkin Mansur
تشريف الأيام والعصور بسيرة السلطان ال¶ ملك المنصور
Nau'ikan
فرحل من غزة في رابع عشر شهبات ووصل الكرك فابتهجت بمقدمه، واهتدت ببزوغ أنجمه. وكان في خدمة مولانا السلطان جميع الأمراء الأكابر. فتأنست بالقادمين منازلها التي كانت عليها. وحشة ذبانوا عنها، وبدا الابتهاج بمقدم الركاب الشريف من أهلها ومنها فطاف بها ظاهر و باطنة، وشمل بإحسانه مقيا وظاعنا، ونظر في مصالحها، وعمائرها، ومنها، وذخائرها، وكان بالكراك بركة قريبة من باب النصر مفي عليها زمان وهي لم تحفر، ودهر وهي لم تذكر، فوقف مولانا السلطان عليها بنفسه الشريفة و بمن في صحبته من الأمراء والخواص وجميع الناس حتى حفرت وطفت في مدة ثلاثة أيام.
ولما شملت میاره و إنمامه وخلعه وتشار يفه وافتقاده أهل الكرك من كل ذي خدمة، وكل ذی محزمة وركل ولي نعمة، عاد إلى غزة المحروسة في تاسع وعشرين شعبان من هذه السنة، وكانت بقية العساكر مقيمة في غزة حتى حضر مولانا السلطان، فاستمرت إقامة مولانا السلطان بغزة، وكان الملك المظفر - صاحب حماة - قد حضر إلى خدمة مولانا السلطان، وأجراه مولانا السلطان - على عادة أبيه من التلقي والإنزال والاحتفال والإكرام التام ووصل معه عمه الملك الأفضل وجماعة من أمرائه وخواصه فا منهم إلا من أحسن قراه وزله، وأعذب له ونهاه. ولما حصلت الطمأنينة من جهة حركات العدو، وأنهم دخلوا تشانيهم، وأينت حركات من خلفهم من بوانهم أن يأتيهم، رسم مولانا السلطان اكثر العساكر أنها تحضر إلى الديار المصرية المنافع خيولا. فتوجهت قافلة بأثقالهاوحموها ووصات محبة الأمير زين الدين كتبغا المنصوری ؛ وذلك في يوم السبت خامس شوال. ثم بعد ذلك تنی مولانا السلطان العنان راجما إلى مستقر سلطانه، ومنبع جوده و إحسانه. واستصحب معه الملك المظفر صاحب حماة وعمهوجميع من كان حفر في خدمته من خواصه وأصحابه. فوصل في يوم الإثنين منتصف شوال، ودخل قلعته في الساعة الخامسة. وكان في غيبته هذه المدة رسم بناء قبة في الرحبة الحمراء بالقلعة المحروسة بمباشرة الأمير علم الدين المنصوري، جاءت من عجائب الأبنية التي ماعم مثلها مالك في مليكة من المالك. ومن عارض في هذا القول فليقل: فلان في المكان الفلاني فنس له ذلك. والذي بهذه القبة خاصة من المهد الكبار والصغار , الملونة والمذهبة أربعة وتسعون عمود خارج عن الرواقات، والذي ألصق بها من الذهب ألفان وثلاثمالة سيذهبا مصری. وأما من الرخام قالاتحصى قيمته ولا تنحصر. وفي جدران رواقاتهاصقة قلاع مولانا السلطان قلعة قلعة. وحصنا حصنا، بيحارها، وأنهارها، وسهولها، وأجبالها. وكتب على لوح رخام منها أن الشروع فيها كان في مستهل شعبان من هذه السنة، وفرغت في شوال من هذه السنة
Shafi 138