ولما فتح هذا الكتاب فاتح بهذا الخبر للعمر الث. والحديث الذي ص ح عند أهل الإسلام إسلامه، وأصح الحديث ما روي عن مسلم. وتوجهت الوجوه بالدعاء إلى الله سبحانه في أن يثبته على ذلك بالقول الثابت، وأن يذبت حب حب هذا الدين في قلبه كما أنبت أحسن التبت من أخشن المنابت.
وحصل التأمل للفصل المبتدأ بذكره من حديث إخلاصه النية في أول العمر، وعنفوان الصبا إلى الإقرار بالوحدانية، ودخوله في اليلة المحمدية، بالقول والعمل والنية. فالحمد لله على أن شرح صدره للإسلام، وألهمه شريف هذا الإلهام، کحمدنا لله على أن جعلنا من السابقين الأولين إلى هذا المقال والمقام )، وثبت أقدامنا في كل موقف اجتهاد وجهاد تزلزل دونه الأقدام. وأما إفضاء التوبة في الملاك وميراثه بعد والده وأخيه الكبير إليه، و إفاضة جلابيب هذه المواهب العظيمة ) عليه، وتوقله الأسرة التي ملئرها إيمانه، وأظهرها سلطانه، فلقد أورتها الله من اصطفاه من عباده، وصدق المبشرات له من كرامة أولياء الله و ماده.
واما حكاية اجتماع الإخوان والأولاد والأمراء الكبار ومفدي الماكر وزعماء البلاد في مجمع موريتاي الذي تتقدح فيه زبدة الآراء، وان كلهم قد اتفقت على ما سبقت به كلمة أخيه الكبير في إنفاذ العساكر إلى هذا الجانب، وأنه فكر فيها اجتمعت عليه آراؤهم، وانتهت إليه أهواؤهم فوجده مخالفا لما في ضميره ؛ إذ قصده الصلاح، ورايه الإصلاح، وأنه أطفأ تلك التارة وسكن تلك الثائرة فهذا فمل الملاك التقى، الشيق من قومه على من بقي، الفكر في العواقب، بالرأي الثاقب، و إلا فلو تركوا وآراءهم حتى تحملهم الغرة، لكانت تكون هذه الكرة في الكرة. لكن هو كمن خاف مقام ربه وهي النفس عن الهوى، ولم يوافق فول من ضل ولا نمل من غوی. وأما القول منه: إنه لا يحب المسارعة إلى القارعة إلا بعد إيضاح المحجة، وتركيب الحجة، فبانتظامة في سلك الإيمان صارت حجتنا وحجته المترتبة: على من غدت طواعيه عن سلوك هذه المحجة متنكبة، فإن الله تعالى والناس كافة قد علموا أن قيامنا إنما هو النعرة هذه اليلة، وجهادنا واجتهادنا، إنما هو على الحقيقة له. وحيث قد دخل معنا في الدين هذا الدخول، فقد ذهبت الأحقاد وزالت الأول، و بارتفاع النافرة، تحصل المضافرة. فالإيمان كالبنيان يشد بعضه بعض ومن أقام مناره فله أهل بأهل في كل مكان، وجيران بجيران في كل أرض، وأما ترتب هذه القواعد ائة) على إذکار شيخ الإسلام، قدوة العارفين كمال الدين عبد الرحمن - أعاد الله من بركاته - فلر لولى قبل كرامة كهذه الكرامة، والرجاه ببركته و بركة الصالحين أن نصبح كل دار الإسلام دار إقامة، حتى تم شرائط الإيمان، و يعود شمل الإسلام مجتهما كأحسن مما كان. ولا يكره لمن لكرامته ابتداء هذا المكن في الوجود، أن كل حق ببركته إلى نصابه بمود.
Shafi 11