بسم الله الرحمن الرحيم ... (1) وناهضين برفع مناره، ومحافظين على ... بالصدق والكذب فيما نقل عنه من أخباره، وواصفين لمعجزاته وبرهانه غير مترددين ... وتأويل الآيات والروايات، ولا محتاجين إلى ... من المبهمات لئلا يوافقهم فيما لا يعلمون؛ قوله جل جلاله: أفمن يهدي إلى الحق أحق أن يتبع أمن لا يهدي إلا أن يهدى فما لكم كيف تحكمون (2).
وأن يكونوا مصاحبين للألباب، وللسنة والكتاب، ومصانين عن مفارقتهما في سائر الأسباب والآداب، لم يتجدد بينهم وبينها فيما مضى وما حضر من الأوقات خطر العداوات، ولا كدر المعاقبات والمعاتبات، قد دل الله جل جلاله، ورسوله (صلوات الله عليه وآله)، عليهم ببيان المقال ولسان الحال مما وهب لهم من صفات الكمال في الفعال والمقال.
وبعد: فإنني وجدت الاهتمام بمعرفة الملاحم، وما يشتمل عليه من المعجزات الدالة على وجوب قبول المراسم، وتعظيم ... وتفصيل
Shafi 61
ما تضمنته من تجميل ذكر الحليم الكريم ... وصيانة من تفرقها من خطرها الهاجم بالصدقات والدعوات ... الحادثات، ووجدت فيها ... والحجج البالغات على الربوبية، والامور النبوية ... والشكر أن يبلغ بحقها إلى الغايات ... وقفت من كتب الملاحم والفتن، عن جدي محمد محيي السنن ... ما يستحقه (عليه السلام) بها من المنن، وكانت المعرفة بها من الجنن (1) التي يرجى بها الصيانة عن المحن، وما يخاف من أهل العداوة والإحن (2)، ثم أنقل كل ما وقفت عليه، وحفظت يسيرا من كثير مما اعتقدت أنني أحتاج إليه.
ورأيت بالله جل جلاله ولله جل جلاله أن أذكر من ثلاثة تصانيف منها ما رأينا لا غنى لمن يحتاج إليها عنها.
أحدها: كتاب الفتن، تأليف نعيم بن حماد الخزاعي؛ لأنه أقرب عهدا بالصحابة والتابعين، وقد زكاه جماعة من المفسرين.
فقال الخطيب في تأريخ بغداد في ترجمته: نعيم بن [حماد بن] (3) معاوية بن الحارث بن همام بن سلمة بن مالك أبو عبد الله الخزاعي.
ثم قال: روى عنه يحيى بن معين وأحمد بن منصور الرمادي، ومحمد ابن إسماعيل البخاري.
وقال: كان نعيم يسكن مصر (4).
وذكر بإسناده إلى إبراهيم بن عبد الله بن الجنيد، قال: سمعت يحيى ابن معين وسئل عن نعيم بن حماد، فقال: ثقة، وكان نعيم بن حماد رفيقي
Shafi 62
بالبصرة (1).
وذكر الخطيب بإسناده إلى علي بن الحسين بن حبان، قال: وجدت في كتاب أبي بخط يده: قال أبو زكريا: حدثنا نعيم بن حماد ثقة صدوق رجل صدق، أنا أعرف الناس به، كان رفيقي بالبصرة، كتب عن روح بن عبادة خمسين ألف حديث (2).
وروى الخطيب بإسناده عن أبي مسلم صالح بن أحمد بن عبد الله العجلي حدثني أبي، قال: نعيم بن حماد المروزي ثقة (3).
فصل وذكر الخطيب بإسناده عن محمد بن سعد قال: نعيم بن حماد كان من أهل «مرو» وطلب الحديث طلبا كثيرا بالعراق والحجاز ثم نزل مصر فلم يزل فيها حتى اشخص منها في خلافة أبي إسحاق بن هارون، فسئل عن القرآن، فأبى أن يجيب فيه بشيء مما أرادوه عليه فحبس بسامراء، فلم يزل محبوسا بها حتى مات في السجن في سنة ثمان وعشرين ومائتين (4).
وذكر الخطيب في ترجمة أبي حنيفة أن نعيم بن حماد روى في أحاديثه عن أصحاب علي بن أبي طالب (عليه السلام)، وعمن روى عنه من أصحاب عبد الله بن عباس وعبد الله بن مسعود وغيرهم (5).
ورأيت على النسخة التي أنقل منها ما هذا لفظه: ذكر أحمد بن حنبل رضي الله عنه، قال: نعيم بن حماد ثقة.
Shafi 63
فصل التصنيف الثاني: كتاب الفتن لأبي صالح السليلي ابن أحمد بن عيسى ابن شيخ الحساني، تأريخ نسخة الأصل سنة سبع وثلاثمائة بخط مصنفها في المدرسة المعروفة بالتركي بالجانب الغربي من واسط ... هي الأصل على ما حكاه من ذكر أنه شاهدها.
فصل التصنيف الثالث: كتاب الفتن تأليف أبي يحيى زكريا بن يحيى بن الحارث البزاز، تأريخ كتابتها سلخ شهر ربيع الأول سنة إحدى وتسعين وثلاثمائة، استعرتها من وقف النظامية (1).
فصل وقد اقتضت الاستخارة أنني أذكر من هذه الثلاثة المصنفات ما يوفقني الله جل جلاله لذكره، وأكون في نقله متابعا لقدس أمره، وحافظا بجمعه ما تفرق من سره، ومستفتحا لأبواب بره ونصره، وتعظيم قدره والتعريف لما يجب علي ذلك من حمده وشكره.
وأجعله أبوابا، وفي كل باب أذكر ما اشتمل عليه الباب من خبره وخبره (2)، واقيد ذكر الأبواب التي في ذلك الكتاب؛ ليعرف الناظر فيها ما اشتملت عليه، فيطلبه من حيث ترشده إليه إن شاء الله تعالى.
Shafi 64
ما نقله المصنف من كتاب الفتن لابن حماد
الباب 1 فيما نذكره من كتاب الفتن لنعيم بن حماد أن النبي (صلى الله عليه وآله) علم بما هو كائن إلى يوم القيامة.
1- قال: حدثنا الحكم بن نافع عن سعيد بن سنان، قال: حدثنا أبو لزاهرية عن كثير بن مرة أبي شجرة الحضرمي عن ابن عمر، قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): «إن الله رفع لي الدنيا فأنا أنظر إليها وإلى ما هو كائن فيها إلى يوم القيامة كما أنظر إلى كفي هذه» (1).
الباب 2 فيما نذكره من كتاب الفتن لنعيم بن حماد من معرفة مولانا علي (عليه السلام) بالفتن إلى قيام الساعة.
2- قال: حدثنا أبو هارون الكوفي عن عمرو بن قيس الملائي عن المنهال بن عمرو عن زر بن حبيش سمع عليا يقول: «سلوني فو الله لا تسألوني عن فئة خرجت تقاتل مائة أو تهدي مائة إلا أنبأتكم بسائقها وقائدها وناعقها (2) ما بينكم وبين الساعة» (3).
Shafi 65
الباب 3 فيما نذكره من كتاب الفتن لنعيم بن حماد عن علي (عليه السلام) في خمس فتن يصير الناس في الخامسة كالبهائم.
3- قال: حدثنا أبو اسامة، حدثنا الأعمش، قال: حدثنا منذر الثوري عن عاصم بن ضمرة عن علي بن أبي طالب (عليه السلام) قال: «جعل الله في هذه الامة خمس فتن: فتنة عامة ثم فتنة خاصة ثم فتنة عامة ثم فتنة خاصة ثم الفتنة السوداء المظلمة التي يصير الناس فيها كالبهائم» (1).
الباب 4 فيما نذكره من كتاب الفتن لنعيم بن حماد عن النبي (صلى الله عليه وآله)، أنه تكون فتنة يعرج فيها بعقول الرجال.
4- قال: حدثنا جرير بن عبد الحميد عن ليث بن أبي سليم، قال:
حدثني الثقة عن زيد بن وهب عن حذيفة بن اليمان، قال : قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): «تكون فتنة ثم تكون جماعة ثم تكون فتنة ثم تكون جماعة ثم فتنة يعرج فيها عقول الرجال» (2).
وأخرجه أيضا الحاكم في مستدركه 4: 504- 505 عن محمد بن الحنفية عن علي (عليه السلام). ويأتي في الحديث رقم 427 نقلا عن كتاب الفتن لأبي يحيى زكريا.
Shafi 66
الباب 5 فيما نذكره من كتاب الفتن لنعيم بن حماد يتضمن سبع فتن عن النبي (صلى الله عليه وآله)
5- قال: حدثنا يحيى بن سعيد العطار، قال: حدثنا الحجاج رجل منا عن الوليد بن عياش، قال: قال عبد الله بن مسعود: قال لنا رسول الله (صلى الله عليه وسلم): «احذركم سبع فتن تكون بعدي: فتنة تقبل من المدينة، وفتنة بمكة، وفتنة تقبل من اليمن، وفتنة تقبل من الشام، وفتنة تقبل من المشرق، وفتنة من قبل المغرب، وفتنة من بطن الشام، وهي فتنة السفياني».
قال ابن مسعود: منكم من يدرك أولها، ومن هذه الامة من يدرك آخرها.
قال الوليد بن عياش: فكانت فتنة المدينة من قبل طلحة والزبير، وفتنة مكة فتنة ابن الزبير، وفتنة اليمن من قبل نجدة، وفتنة الشام من قبل بني امية، وفتنة المشرق من قبل هؤلاء (1).
قلت أنا: لعله يعني بني العباس؛ لأن ولايتهم كانت من قبل المشرق.
Shafi 67
الباب 6 فيما نذكره من كتاب الفتن لنعيم بن حماد عن النبي (صلى الله عليه وآله) في ذكر أربع فتن يصف شدة الرابعة منها
6- فقال: حدثنا يحيى بن سعيد العطار عن ضرار بن عمرو، عن إسحاق بن عبد الله بن أبي فروة عمن حدث عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): «لتأتيكم بعدي أربع فتن: الاولى: يستحل فيها الدماء، والثانية: يستحل فيها الدماء والأموال، والثالثة: يستحل فيها الدماء والأموال والفروج، والرابعة: صماء عمياء (1) مطبقة تمور (2) مور الموج في البحر حتى لا يجد أحد من الناس منها ملجأ، تطيف بالشام، وتغشى العراق، وتخبط الجزيرة بيدها ورجلها، تعرك الامة فيها بالبلاء عرك الأديم (3)، لا يستطيع أحد من الناس يقول فيها: مه مه (4)، لا يرفعونها من ناحية إلا انفتقت من ناحية اخرى» (5).
Shafi 68
الباب 7 فيما نذكره من كتاب الفتن لنعيم بن حماد أيضا عن النبي (صلى الله عليه وآله) في ذكر أربع فتن وتعظيم الفتنة الرابعة.
7- قال: حدثنا الحكم بن نافع عن جراح عن أرطأة بن المنذر، قال:
بلغنا أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم)، قال: «يكون في أمتي أربع فتن:
فالاولى يصيبهم فيها بلاء حتى يقول المؤمن: هذه مهلكتي، ثم تنكشف، والثانية حتى يقول المؤمن: هذه مهلكتي، والثالثة كلما قيل: انقطعت، تمادت الفتنة، والرابعة يصيرون فيها إلى الكفر، إذا كانت الإمعة (1) مع هذا مرة ومع هذا مرة بلا إمام ولا جماعة» (2) الحديث.
الباب 8 فيما ذكره نعيم بن حماد من كتاب الفتن وذكر الأربع فتن، وحديث المهدي ولم يسمه، رواه عن علي (عليه السلام)
8- قال: حدثنا ابن وهب عن ابن لهيعة عن الحارث بن يزيد، قال:
سمعت عبد الله بن زرير الغافقي يقول: سمعت عليا يقول: «الفتن أربع:
فتنة السراء، وفتنة الضراء، وفتنة كذا- فذكر معدن الذهب- ثم يخرج رجل من عترة النبي (صلى الله عليه وسلم)، يصالح الله على يديه أمرهم» (3).
Shafi 69
الباب 9 فيما نذكره من كتاب الفتن لنعيم بن حماد عن النبي (صلى الله عليه وآله) في ذكر الفتن إلى أن يخرج رجل من عترته.
9- قال: حدثنا الوليد بن مسلم عن إسماعيل بن رافع عمن حدثه عن أبي سعيد الخدري، قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): «ستكون بعدي فتن، منها: فتنة الأحلاس (1) يكون فيها حرب (2) وهرب ثم بعدها فتن (3) أشد منها، ثم تكون فتنة كلما قيل: انقطعت تمادت حتى لا يبقى بيت إلا دخلته ولا مسلم إلا صكته (4) حتى يخرج رجل من عترتي» (5).
الباب 10 فيما نذكره من كتاب الفتن لنعيم أن في الفتنة الثالثة لا تكاد ترى عاقلا.
10- قال: حدثنا جرير بن عبد الحميد عن ليث بن أبي سليم، قال:
حدثني الثقة عن زيد بن وهب عن حذيفة بن اليمان، قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): «تكون فتنة يعرج فيها عقول الرجال حتى لا تكاد ترى رجلا عاقلا» وذكر ذلك في الفتنة الثالثة (6).
Shafi 70
الباب 11 فيا نذكره من كتاب الفتن لنعيم في هرج يكون بين يدي الساعة.
11- قال: حدثنا عبد الوهاب الثقفي عن يونس عن الحسن عن أبي موسى الأشعري، قال: ذكر رسول الله (صلى الله عليه وسلم) هرجا بين يدي الساعة حتى يقتل الرجل جاره وأخاه وابن عمه، قالوا: ومعنا عقولنا؟ قال:
«تنزع عقول أكثر أهل ذلك الزمان، ويخلف لهم هباء (1) من الناس يحسب أحدهم أنه على شيء وليس (2) على شيء» (3).
الباب 12 فيما نذكره من كتاب الفتن لنعيم أن الفتنة الخامسة يكون الناس فيها كالبهائم.
وقد تقدم (4) الحديث، وهذا فيه زيادة وبطريق اخرى.
12- قال: حدثنا أبو ثور وعبد الرزاق عن معمر عن طارق عن منذر الثوري عن عاصم بن ضمرة عن علي، قال: «في الفتنة الخامسة العمياء الصماء المطبقة يصير الناس فيها كالبهائم» (5).
Shafi 71
الباب 13 فيما نشير إليه من أنه تأتي فتن يمر الإنسان بالقبر فيتمعك عليه، مثل الدابة، ويقول: يا ليتني كنت مكانك.
13- وذكر نعيم بن حماد في كتاب الفتن أحاديث كثيرة معناها أنه يأتي في الفتن زمان يتمنى الإنسان الموت، ويأتي القبر فيتمعك (1) عليه، كالدابة، ويقول: يا ليتني كنت مكانك (2).
14- وفي بعضها: نجوت نجوت يا ليتني كنت مكانك (3)، روى بعضها عن النبي (صلى الله عليه وآله)، وروى بعضها مرسلة، ومعناها عنه (صلوات الله عليه وآله).
الباب 14 فيما احتج به الحسن بن علي (عليهما السلام) في صالح معاوية عند فتنته من كتاب الفتن لنعيم بن حماد.
15- قال: حدثنا ابن فضيل عن السري بن إسماعيل عن الشعبي عن سفيان بن الليل، قال: أتيت حسن بن علي بعد رجوعه من الكوفة إلى المدينة، فقلت له: يا مذل المؤمنين، فكان مما احتج علي أن قال:
«سمعت عليا يقول: سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول:
لا تذهب الليالي والأيام حتى يجتمع أمر هذه الامة على رجل واسع السرم (4)
Shafi 72
ضخم البلعم (1) يأكل ولا يشبع وهو معاوية، فعلمت أن أمر الله واقع، وخفت أن تجري بيني وبينه الدماء، والله ما يسرني [بعد إذ سمعت هذا الحديث أن لي الدنيا وما طلعت عليه الشمس والقمر] (2) وإني لقيت الله تعالى بمحجمة دم امرئ مسلم» (3).
وروى نعيم حديث اجتماع الامة على معاوية من ثلاث طرق عن النبي (صلى الله عليه وآله) (4).
أقول: فإن قال قائل: فقد علم مولانا علي (عليه السلام) ما علمه الحسن (عليه السلام)، فلأي شيء حارب معاوية وسفكت بينهما الدماء؟ فالجواب من وجوه:
منها: أن مولانا عليا (عليه السلام) كان مأمورا بمحاربة الناكثين، وهم:
طلحة والزبير وعائشة، والقاسطين و[هم] (5) معاوية وأصحابه، والمارقين وهم: أهل النهروان، ففعل مولانا علي (عليه السلام) ما امر به.
ومنها: أن مولانا عليا (عليه السلام) لما أخبر أن الأمر ينتهي إلى معاوية وبني امية سئل عن محاربته له مع العلم بذلك، فقال: أبلى عذرا (6) فيما بيني وبين الله عز وجل، وسيأتي (7) الحديث بذلك فيما أخبرناه عن نعيم بن حماد، ومن كتاب الفتن للسليلي.
Shafi 73
ومنها: أن مولانا عليا (عليه السلام) كان يعلم أنه متى لم يحارب معاوية اشتبه الأمر فيما يقع من معاوية وبني امية، ويحسب كثير من الناس أنه قد رضي بولايته.
ومنها: أن الحسن بن علي ... من طرقهم وطرقنا كالتواتر، ونوردها هنا منها ... الذي لنعيم بن حماد الثقة الذي أثنوا عليه، فقال: حدثنا هشيم عن يونس عن الحسن قال، قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) للحسن بن علي: «ابني هذا سيد، وسيصالح الله على يديه بين فئتين من المسلمين عظيمتين» (1).
ومنها: أن صالح الحسن بن علي (عليهما السلام) لمعاوية كان منسوبا في الحديث إلى الله جل جلاله حيث قال النبي (صلى الله عليه وآله): «يصالح الله» فإذا كان الله جل جلاله هو الذي يصالح على يديه فأي درك يبقى عليه؟
الباب 15 فيما نذكره من كتاب الفتن لنعيم بن حماد في أن مولانا الحسن بن علي (عليهما السلام) والأئمة من أهل البيت (عليهم السلام) كانوا يريدون الخلافة كما أمرهم الله جل جلاله وعلى الوجه الذي يختارها لهم ، ومعاوية وزياد كانوا يريدونها بالمغالبة.
16- قال: حدثنا صدقة الصنعاني عن رباح بن زيد عن معمر عن ابن طاوس عن أبيه عن ابن عباس، قال: لما اصيب علي وبايع الناس الحسن، قال: قال لي زياد: أتريد أن يستقيم لكم الأمر؟ قال: قلت: نعم، قال:
فاقتل فلانا وفلانا وفلانا ثلاثة من أصحابه، قال: قلت: أليس قد صلوا صلاة
Shafi 74
الغداة؟ قال: بلى، قال: قلت: فلا والله ما إلى ذلك سبيل (1).
الباب 16 فيما نذكره من كتاب الفتن لنعيم بن حماد من قول النبي (صلى الله عليه وآله): «ليرفعن له رجال من أصحابه يوم القيامة، ويقال له: إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك».
17- قال: حدثنا أبو خالد الأحمر عن أبي مالك الأشجعي عن أبي حازم عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): «ليرفعن لي رجال وأنا على الحوض حتى إذا عرفوني وعرفتهم، اختلجوا (2) دوني، فأقول: يا رب أصحابي، فيجيبني مجيب إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك» (3).
ورواه أيضا بإسناد آخر عن حذيفة عن النبي (عليه السلام) (4).
ورواه أيضا بإسناد آخر عن الحسن عن النبي (صلى الله عليه وآله) (5):
Shafi 75
الباب 17 فيما نذكره من كتاب الفتن لنعيم في تحذير النبي (عليه السلام) لعائشة مما خالفته فيه.
18- قال: حدثنا يزيد بن هارون عن أبي خالد عن قيس بن أبي حازم عن عائشة عن النبي (صلى الله عليه وسلم)، والعوام بن حوشب عن إبراهيم التيمي عن النبي (صلى الله عليه وسلم) أنه قال لأزواجه: «أيتكن التي تنبحها كلاب الحوأب (1)؟» فلما مرت عائشة نبحت الكلاب، فسألت عنه، فقيل لها: هذا ماء الحوأب، قالت: ما أظنني إلا راجعة، قيل لها: يا أم المؤمنين إنما تصلحين بين الناس (2).
19- وحدثنا عبد الرزاق عن معمر عن ابن طاوس عن أبيه أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال لنسائه: «أيتكن تنبحها كلاب ماء كذا وكذا؟ إياك يا حميراء» يعني عائشة (3).
أقول أنا: هذا لفظ الحديث.
الباب 18 فيما نذكره من كتاب نعيم بن حماد من أمر المهدي (عليه السلام)
20- فقال: حدثنا الوليد بن مسلم عن ابن لهيعة عن عبد الرحمن بن
Shafi 76
قيس بن جابر الصدفي، قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): «يكون بعدي خلفاء، وبعد الخلفاء امراء، وبعد الامراء ملوك، وبعد الملوك جبابرة، وبعد الجبابرة رجل من أهل بيتي يملأ الأرض عدلا، ومن بعده القحطاني، والذي بعثني بالحق ما هو دونه» (1).
الباب 19 فيما رواه نعيم بن حماد في أنه لا خلافة بعد حمار بني امية حتى يخرج المهدي
21- قال: حدثنا الوليد ورشدين عن ابن لهيعة عن أبي زرعة عن صباح، قال: لا خلافة بعد حمار بني امية (2) حتى يخرج المهدي (3).
الباب 20 فيما ذكره نعيم بن حماد عن منادي السماء.
22- قال: حدثنا الوليد بن مسلم عن جراح عن أرطأة، قال: أمير العصب (4) ليس من ذي ولا ذه ولكنهم يسمعون صوتا ما قاله إنس ولا جان:
بايعوا فلانا باسمه ليس من ذي ولا ذه ولكنه خليفة يماني، قال الوليد: وفي علم كعب أنه يماني قرشي، وهو أمير العصب، والعصب: أهل اليمن ومن تبعهم
Shafi 77
من سائر الذين اخرجوا من بيت المقدس (1).
الباب 21 فيما ذكره نعيم بن حماد من تعريف مولانا علي (عليه السلام) لما يجري حاله مع معاوية.
23- فقال: حدثنا ابن وهب عن حرملة بن عمران عن سعيد بن سالم [عن أبي سالم] الجيشاني، قال: سمعت عليا بالكوفة يقول: «إني اقاتل على (2) حق ليقوم ولن يقوم والأمر لهم» قال: فقلت لأصحابي: ما المقام هاهنا وقد (3) أخبرنا أن الأمر ليس لهم، فاستأذناه إلى مصر، فأذن لمن شاء منا، وأعطى كل رجل منا ألف درهم، وأقام معه طائفة منا (4).
الباب 22 فيما ذكره نعيم بن حماد أيضا من تعريف مولانا علي (عليه السلام) لهم بولاية معاوية.
24- قال: حدثنا هشيم عن العوام بن حوشب عن أبي صادق عن علي، قال: «إن معاوية سيظهر عليكم» قالوا: فلم نقاتل إذا؟ قال:
«لا بد للناس من أمير بر أو فاجر» (5).
Shafi 78
الباب 23 فيما ذكره نعيم بن حماد أن بني امية يفتتحون بميم ويختمون بميم.
25- قال: حدثنا عبد الله بن مروان عن أرطأة بن المنذر، قال: حدثني تبيع ابن امرأة كعب عن كعب، قال: ملك بني امية مائة عام، لبني مروان من ذلك نيف وستون عاما لا يذهب ملكهم حتى ينزعوه بأيديهم ثم يريدون سده فلا يستطيعونه كلما سدوه من ناحية انهدم من ناحية، يفتتحون بميم (1) ويختمون بميم (2)، ولا يذهب ملكهم حتى يخلع خليفة منهم فيقتل (3) ويقتل حملاه (4)، ويقبل (5) حمار الجزيرة (6) الأصهب (7) مروان ثم ينقطع ملكهم وعلى يديه هدم الإكليل (8)(9).
Shafi 79
الباب 24 فيما نذكره من حال عبد الله بن سلام وكعب الأحبار: أنهما من خواص مولانا علي (عليه السلام).
اعلم أنني وجدت من أدركته من المنسوبين إلى العلم من شيعة أهل البيت (عليهم السلام) يعتقدون أن عبد الله بن سلام وكعب الأحبار من المخالفين لأهل بيت النبوة، وربما توقفوا عن أخبارهما لأجل هذا الاعتقاد، فرأيت أنني أذكر في هذا الكتاب بعض ما عرفته في تحقيق هذا الباب، وأن عبد الله بن سلام وكعب الأحبار كانا من خواص مولانا علي عليه أفضل السلام.
ولعل بعض ما يذكرونه عنهما من الملاحم التي يحتمل أنها عن مولانا علي (عليه السلام) ولم يسندوها إليه تقية ويكون عنه (صلوات الله عليه).
فمن ذلك ما رأيت في المجلدة الاولى من كتاب «أنباء النحاة» تأليف علي بن يوسف الشيباني إجماع من أشار إليه أن مولانا عليا (عليه السلام) هو المبتدئ بعلم النحو وشرح ذلك.
ثم ذكر عبد الله بن سلام، فقال: لما ولي علي الخلافة بعد عثمان أراد الانحدار إلى العراق، قال له عبد الله بن سلام: أقم عند منبر رسول الله (صلى الله عليه وسلم)، ولا أراه يحرزك، ولا تنحدر إلى العراق، فإنك إن انحدرت لم ترجع، فهم به ناس من أصحاب علي، قال: «دعوه إنه منا أهل البيت» فانحدر إلى العراق، فكان من أمره ما كان، فلما قتل قال عبد الله بن سلام: هذه (1) رأس الأربعين، وسيكون صالح، وما قتلت أمة نبيها إلا قتل الله منهم سبعين ألفا، ولا قتلوا خليفة- أو قال: خليفتهم- إلا قتل الله به منهم خمسا وثلاثين ألفا (2).
Shafi 80