ورابعها: عدم اقتدائه بمُتمّ ولو احتمالاً: فمتى اقتدى بمتم ولو لحظة لزمه الإِتمام؛ لأن ذلك سنة أبي القاسم ﷺ كما صَحَّ عن ابن عباسٍ رضي الله عنهما^(١).

وخامسها: نية القصر أو ما في معناه: كصلاة السفر أو الظهر - مثلاً - ركعتين وإن لم ينوِ مترخصاً، وإنما اشترطوا للقصر نية لأنه خلاف الأصل فاحتاج لصارفٍ عنه، بخلاف الإِتمام. ويشترط وجود نيته في الإِحرام كسائر النيات.

وسادسها: التحرز عن منافيها - أي نية القصر - دواماً: أي في دوام الصلاة، بأن لا يتردد في الإِتمام فضلاً عن الجزم به.

وسابعها: دوام السفر في جميع صلاته: كما قال: ويشترط للقصر - أيضاً - كونه ــ أي الناوي له مسافراً في جميع صلواته، فلو نوى الإقامة فيها أو شكّ في نيتها أو بلغت سفينته فيها دار إقامته أو شكَّ هل بلغتها، أتَمّ لزوال تحقق [سبب] الرخصة.

وثامنها: كونه عالماً بجواز القصر: فإن قصر جاهلاً به لم يصح لتلاعبه.

[أيهما أفضل القصر أو الإِتمام]:

والقصر أفضل من الإِتمام على المشهور إذا بلغ السفر المبيح للقصر ثلاث مراحل، وإلاّ فالإِتمام أفضل خروجاً من خلاف أبي حنيفة رضي الله عنه الموجب للقصر في الأول والإِتمام في الثاني. نعم، الأفضل لمن وجد