157

Tashil Nazar

تسهيل النظر وتعجيل الظفر في أخلاق الملك

Bincike

محي هلال السرحان وحسن الساعاتي

Mai Buga Littafi

دار النهضة العربية

Lambar Fassara

الأولى

Shekarar Bugawa

1401 AH

Inda aka buga

بيروت

آعمارة الْمزَارِع فَأَما الْمزَارِع فَهِيَ أصُول الْموَاد الَّتِي يقوم بهَا أود الْملك وتنتظم بهَا أَحْوَال الرعايا فصلاحها خصب وثراء وفسادها جَدب وخلاء وَهِي الْكُنُوز المدخورة وَالْأَمْوَال المستمدة وَأي بلد كثرت ثماره ومزارعه اسْتَقل بخيره وفاض على غَيره فَصَارَت الْأَمْوَال إِلَيْهِ تجلب والأقوات مِنْهُ تطلب وَهُوَ بالضد إِن قلت أَو اختلت فَلَزِمَ مُدبر الْملك فِيهَا ثَلَاثَة حُقُوق أَحدهمَا الْقيام بمصالح الْمِيَاه الَّتِي هُوَ عَلَيْهَا أقدر وَلها أقهر حَتَّى تدر فَلَا تَنْقَطِع وتعم فَلَا تمْتَنع ويشترك فِيهَا الْقَرِيب والبعيد وَيَسْتَوِي فِي الِانْتِفَاع بهَا الْقوي والضعيف فَإِن أهملت حَتَّى قلت وتغالب النَّاس عَلَيْهَا بسطوة وَقُوَّة اخْتَلَّ نظامها وَفَسَد التئامها واستبد فِيهَا من استطال وتحكم فِي الْأَمْوَال والأقوات فضيق على النَّاس لسعته وهزهم لمنفعته وَصَارَ خصبه جدبا وخطبه صعبا وَالْحق الثَّانِي عَلَيْهِ أَن يحميهم من تخطف الْأَيْدِي لَهُم ويكف الْأَذَى عَنْهُم فَإِنَّهُم مطامع أولي السلاطة ومأكلة ذَوي الْقُوَّة ليأمنوا فِي مَزَارِعهمْ وَلَا يتشاغلوا بالذب عَن أنفسهم وَلَا يكون لَهُم غير الزِّرَاعَة عملا لِأَن لكل صَنْعَة أَهلا فيستكثروا من الْعِمَارَة ويتسعوا فِي الزِّرَاعَة فَيَكُونُوا عونا وعوانا لمن عداهم وَقَالَ النَّبِي ﷺ

1 / 159