وزعموا أن الانفس (1) لم تزل تتكرر في الصور (2) والهياكل لم تحدث ولم تفن ولن (3) تعدم، وأنها باقية غير فانية، وهذا من أخبث قول وأبعده من الصواب، وبما دونه في الشناعة والفساد شنع به الناصبة على الشيعة ونسبوهم إلى الزندقة، ولو عرف مثبته ما (4) فيه لما تعرض له، لكن أصحابنا المتعلقين بالاخبار أصحاب سلامة وبعد ذهن وقلة فطنة يمرون على وجوههم فيما سمعوه من الاحاديث ولا ينظرون في سندها، ولا يفرقون (5) بين حقها وباطلها، ولا يفهمون ما يدخل عليهم في إثباتها، ولا يحصلون معاني ما يطلقونه منها. والذي ثبت من الحديث في هذا الباب أن الارواح بعد موت الاجساد على ضربين: منها ما ينقل إلى الثواب والعقاب، ومنها ما يبطل فلا يشعر بثواب ولا عقاب. وقد روي عن الصادق - عليه السلام - ما ذكرناه (6) في هذا المعنى وبيناه (7)، فسئل عمن مات في هذه الدار أين تكون روحه ؟ فقال - عليه السلام -: من (1) (ز): النفس. (2) في المطبوعة: الصورة. (3) (ح) (ز) (ق): ولم. (4) في المطبوعة: بما. (5) (ح) (ق): يميزون. (6) (ق): ذكرنا. (7) ومما هو جدير بالذكر أنه لا منافاة بين هذا الخبر وبين سائر الاخبار الواردة في الرجعة المشعرة بأنه لا يرجع إلى الدنيا إلا من محض الايمان محضا أو محض الكفر محضا، فإن هذا الخبر في مقام بيان أنه لا ينعم ولا يعذب من النفوس بعد مفارقة الاجساد إلا نفوس ماحضي الايمان أو ماحضي الكفر، وأن سائر النفوس من أمثال المستضعفين وغيرهم لا يشعر بشئ من الثواب والعقاب حتى يوم النشور وبعث من في القبور. وأخبار الرجعة في مقام بيان أن الراجعين إلى الدنيا ليسوا إلا من هاتين الطائفتين أعني ممحضي الايمان وممحفي الكفر وليس في مقام إثبات أن كل ماحض للايمان أو ماحض للكفر يعود، فلا منافاة بين مضامين الاخبار، وللمصنف - قدس - بيان شاف في هذا الباب أيضا في (أوائل المقالات). ز.
--- [ 89 ]
Shafi 88