بالحق، تاركاً للشهوات، كبير الشأن، وكان كثير السهر، مكباً على العلم والعمل))^(١).

وقال الأميري في شرح المنهاج: (( .. محرّر المذهب، المتّفق على إمامته ودیانته، وسؤدده وسيادته، وورعه وزهادته^(*).

ان رجلاً هذا شأنه، وعالماً هذه حقيقته لجدير بأن يبعث إلى الحياة علمه، وتخرج إلى حيز التداول تصانيفه فيعمّ بها النفع، وينال ببركتها الخير والفضل، ولا أدلّ على ذلك مما قاله السبكي في طبقاته، لا يخفى على ذي بصيرة أن الله تبارك وتعالى عناية بالنووي وبمصنفاته، وأستدل على ذلك بما يقع في ضمنه من فوائده حتى لا تخلو ترجمته عن الفوائد فنقول: ربّما غيّر لفظاً من ألفاظ الرافعي، إذا تأمله المتأمل استدركه علیه، وقال لم يف بالاختصار، ولا جاء بالمراد، ثم نجده عند التحقيق قد وافق الصواب، ونطق بفصل الخطاب، وما یکون ذلك عن قصد منه لا يعجب، فظهر حسن صنع النووي، وإن لم يقصده، عناية من الله تعالى^(٢).

ثانياً: أن هذا اللون من الكتابة يمثل نمطاً من التأليف، ويشكل ظاهرة في الكتابة، شاعت في ذلك العصر، غرضها بيان الصحيح من الآراء المتعددة في المذهب والتي ينطوي عليها كتاب واحد. ومن هذه المصنفات: ((تصحيح التعجیز))، وهو علی کتاب «التعجیز)) لابن خطيب جبرين، ومؤلفه قطب الدين السنباطي. ومنها: ((تصحيح الحاوي الصغير)) وهو للفقية الشافعي محب الدين القونوي، وقد ذکر فیه تصحيحات الرافعي والنووي. ومنها: ((تصحيح التنبيه)) وهو لعماد الدين محمد بن عبد