تصحيفات الْمُحدثين للعسكري بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم [وَبِه ثقتي]
أخبرنَا الْحَافِظ أَبُو مُحَمَّد الْقَاسِم ابْن الْحَافِظ أبي الْقَاسِم عَليّ بن الْحسن الشَّافِعِي كِتَابَة أخبرنَا الْحَافِظ أَبُو بكر مُحَمَّد ابْن أبي نصر شُجَاع بن أبي بكر اللفتواني اجازة أخبرنَا أَبُو صَادِق مُحَمَّد بن أَحْمد بن جَعْفَر بن مُحَمَّد الْأَصْبَهَانِيّ الْفَقِيه أخبرنَا أَبُو الْحسن أَحْمد بن أبي بكر مُحَمَّد بن ذنجدوية الْأَصْبَهَانِيّ الْمعدل أخبرنَا الْحَافِظ أَبُو أَحْمَد الْحَسَن بْن عَبْد الله
1 / 1
ابْن سعيد العسكري اللّغَوِيّ ﵀ [تَعَالَى] قَالَ الْحَمد لله على سابغ فَضله وجزيل صنعه حمدا يُوجب رِضَاهُ ويمتري مزيده وَصلى الله على [سيدنَا]
هَذَا كتاب شرحت فِيهِ الْأَسْمَاء والألفاظ المشكلة الَّتِي تتشابه فِي صُورَة الْخط فَيَقَع فِيهَا التَّصْحِيف واختصرته من الْكتاب الْكَبِير الَّذِي كنت عملته فِي سَائِر مَا يَقع فِيهِ التَّصْحِيف
فَسُئِلت بِالريِّ وبأصبهان افراد مَا يحْتَاج اليه رُوَاة الحَدِيث ونقلة الْأَخْبَار فانتزعت مِنْهُ مَا هُوَ من علم أَصْحَاب اللُّغَة وَالشعر وَأهل النّسَب وَجَعَلته فِي كتاب مُفْرد واقتصرت فِي هَذَا الْكتاب على مَا يحْتَاج اليه أَصْحَاب الحَدِيث ورواة
1 / 4
الْأَخْبَار من شرح مَا يصحف فِيهِ من أَلْفَاظ الرَّسُول صلوَات الله عَلَيْهِ وَسَلَامه وتبيين مَا يصحف فِيهِ فَذكرت مِنْهَا مَا يشكل ويصحفها من لَا علم لَهُ وشرحت بعْدهَا من أَسمَاء الصَّحَابَة وَالتَّابِعِينَ وَمن يتلوهم من الروَاة والناقلين جلّ مَا يَقع فِيهِ التَّصْحِيف مثل حباب وحتات وخباب وجناب وحيان وحبان وحبِيب وخبيب وحارثة وَجَارِيَة وَبشر وَبسر وعباس وَعَيَّاش وَحَمْزَة وجمرة وحازم وخازم ورباح ورياح وأشباهها وجعلتها أبوابا تبلغ الْمِائَة أَو تقاربها وَذكرت فِي كل بَاب اسْما مِنْهَا وشرحت مَا يُقيد مِنْهُ وتضبط بِهِ حُرُوفه من الشكل والنقط والعجم وَذكرت أَكثر من يُسمى بذلك الِاسْم من ١ ب الْمَشْهُورين فَلَا يشكل على من يَقْرَؤُهُ وَيسلم بِهِ من قبح التَّصْحِيف وشناعته فقد عير بِهِ جمَاعَة من الْعلمَاء وفضح بِهِ كثير من الأدباء وَسموا الصحفية وَنهى الْعلمَاء عَن الْحمل عَنْهُم واطرحوا حَدِيثهمْ وأسقطوهم
وبدأت بِذكر جملَة من أَخْبَار المصحفين وَبَعض مَا وهم فِيهِ الْعلمَاء غير قَاصد لِلطَّعْنِ على أحد مِنْهُم وَلَا الْوَضع مِنْهُ وَمَا يسلم أحد من زلَّة وَلَا خطا الا من عصم الله
1 / 5
حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ أَحْمَدُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَمَّارٍ [الْوَرَّاقُ] أَنبأَنَا عبد الله ابْنُ أَبِي سَعْدٍ [الْوَرَّاقُ]] حَدَّثَنَا] قعنب ابْن مُحَرَّرٍ حَدَّثَنَا أَبُو مُسْهِرٍ عَنْ سَعِيدِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ التَّنُوخِيُّ عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ مُوسَى قَالَ كَانَ يُقَالُ لَا تَأْخُذُوا الْقُرْآنَ مِنَ الْمُصْحَفِيِّينَ وَلا الْعِلْمَ مِنَ الصحفيين
1 / 6
وَأَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ زُهَيْر الْحَافِظ حَدثنَا اسحق بْنُ الضَّيْفِ حَدَّثَنَا أَبُو مُسْهِرٍ سَمِعْتُ سَعِيدَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ التَّنُوخِيَّ يَقُولُ كَانَ يُقَالُ لَا تَحْمِلُوا الْعِلْمَ عَنْ صَحَفِيٍّ وَلا تَأْخُذُوا الْقُرْآنَ مِنْ مُصْحَفِيٍّ
وَحَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْجَارُودِ بأصبهان حَدثنَا أَحْمد ابْن الْفُرَاتِ حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ قَتَادَةَ عَنْ أَبِي
1 / 7
السَّوَّارِ الْعَدَوِيِّ عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ ﵁ أَنَّهُ قَالَ سَمِعْتُ النَّبِيَّ ﷺ يَقُولُ الْحَيَاءُ لَا يَأْتِي إِلا بِخَيْرٍ قَالَ فَقَالَ بُشَيْرُ بْنُ كَعْبٍ الْعَدَوِيُّ إِنَّ فِي الْحِكْمَةِ أَنَّ مِنْهُ ضَعْفًا فَقَالَ أُحَدِّثُكَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ وَتُحَدِّثُنِي عَنِ الصُّحُفِ
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ [بْنُ] مُحَمَّدِ بْنِ الْحَجَّاجِ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ الأَبَّارُ حَدَّثَنَا مُجَاهِدُ بْنُ مُوسَى قَالَ أَتَيْتُ خَالِدَ بْنَ الْقَاسِمِ الْمَدَائِنِيَّ فَحَدَّثَ فَقَالَ حَدَّثَنِي
1 / 8
لَيْثُ بْنُ سَعْدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى بْنِ حَبَّانَ فَقُلْتُ حِبَّان فَقَالَ حِبَّان وحَبَّان واحدٌ فَقُمْتُ وَتَرَكْتُهُ
قَالَ أَحْمَدُ وَسَأَلْتُ مُجَاهِدَ بْنَ مُوسَى عَنْ حَمَّادِ بْنِ عَمرٍو فَقَالَ ذَهَبْتُ بِهِ إِلَيْهِ وَكَانَ يَرْوِي عَنْ زَيْدِ بْنِ رُفَيْعٍ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ فِي بَيْضِ النَّعَامِ رَفَعَهُ إِلَى النَّبِيَّ ﷺ
1 / 9
فَقُلْتُ لَهُ إِنَّمَا هُوَ عَبْدُ اللَّهِ وَقُلْتُ لَهُ أَخْرِجْ إِلَيَّ كتاب خصيف فَأخْرج ٢ أإِلَيَّ كِتَابَ حُصَيْنٍ وَإِذَا هُوَ لَيْسَ يَفْصِلُ بَيْنَ خُصَيْفٍ وَحُصَيْنٍ فَتَرَكْتُهُ
أَلا تَرَى أَنَّ مُجَاهِدَ بْنَ مُوسَى وَهُوَ فَاضِلٌ عَالِمٌ تَرَكَ حَدِيثَ هَذَا الرَّجُلِ وَلَمْ يَرَهُ أَهْلًا لِلْحَمْلِ عَنْهُ لَمَّا صَحَّفَ فِي هَذَا الاسْمِ وَأَظْهَرَ التَّهَاوُنَ بِهِ
حَدَّثَنِي ابْنُ الْحَجَّاجِ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ الأَبَّارُ قَالَ ذَكَرْتُ لِمُجَاهِدِ بْنِ مُوسَى سَعِيدَ بْنَ دَاوُدَ الزَّنْبَرِيَّ قالَ ذَاكَ
1 / 10
لَا يَدْرِي أَيِّ شَيْءٍ يُحَدِّثُ قَالَ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ عَمْرٍو عَنْ نُخَالَةَ يُرِيدُ بَجَالَةَ قُلْتُ أَنَا هُوَ بَجَالَةُ بْنُ عَبْدَةَ كَاتِبُ جَزْءِ بْنِ مُعَاوِيَةَ مَكِّيٌّ ثِقَةٌ رَوَى عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَوَى عَنْهُ [عَمْرُو] بْنُ دِينَارٍ
حَدثنِي مُحَمَّد نبيه وَآله الطاهرين وَسلم مَحَمَّدُ بْنُ مَخْلَدِ بْنِ حَفْصٍ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدَةَ قَالَ سَمِعْتُ يَحْيَى بْنَ مَعِينٍ يَقُولُ مَنْ حَدَّثَكَ وَهُوَ لَا يُفَرِّقُ بَيْنَ الْخَطَأِ وَالصَّوَابِ فَلَيْسَ بِأَهْلٍ أَنْ يُؤْخَذَ عَنْهُ
وَأَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي حَاتِمٍ إِجَازَةً أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ عُمَيْرٍ الطَّبَرِيُّ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الزُّبَيْرِ الْحُمَيْدِيُّ فِي كَلامٍ ذَكَرَ فِيهِ قَالَ فَإِنْ قالَ فَمَا الْغَفْلَةُ الَّتِي تَرُدُّ بِهَا حَدِيثَ الرَّجُلِ الرَّضِيِّ الَّذِي لَا يُعْرَفُ بكَذِبٍ قُلْتُ هُوَ أَنْ يَكُونَ فِي
1 / 11
كِتَابِهِ غَلَطٌ فَيُقَالُ لَهُ فِي ذَلِكَ فَيَتْرُكُ مَا فِي كِتَابِهِ وَيُحَدِّثُ بِمَا قَالُوا وَيُغَيِّرُهُ بِقَوْلِهِمْ فِي كِتَابِهِ لَا يَعْرِفُ فَرْقَ مَا بَيْنَ ذَلِكَ أَوْ يُصَحِّفُ تَصْحِيفًا فَاحِشًا يَقْلِبُ الْمَعْنَى لَا يَعْقِلُ ذَلِكَ فَيُكَفُّ عَنْهُ
وَأَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ يَحْيَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ صَاعِدٍ حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ يَحْيَى الأَرُزِّيُّ قَالَ سَمِعْتُ عَلِيَّ بْنَ الْمَدِينِيِّ يَقُولُ أَشَدُّ التَّصْحِيفِ التَّصْحِيفِ فِي الأَسْمَاءِ
وَوَجَدْتُ بِخَطِّ عَسَلِ بْنِ ذَكْوَانَ عَنِ الأَرُزِّيِّ قَالَ قَالَ
1 / 12
ابْنُ الْمَدِينِيِّ كُنَّا فِي مَجْلِسِ لِلْحَدِيثِ فَمَرَّ بِنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْجَمَّازُ فَقَالَ يَا صِبْيَانُ أَنْتُمْ لَا تُحْسِنُونَ أَنْ تَكْتُبُوا الْحَدِيثَ فَكَيْفَ تَكْتُبُونَ أُسَيْدًا وَأُسَيَّدًا وَأُسَيِّدًا فَكَانَ ذَلِكَ أَوَّلَ مَا عَرَفْتُ [مِنَ] التَّقْيِيدِ وَأَخَذْتُ فِيهِ
وَأَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَمَّارٍ الْكَاتِبُ قَالَ انْصَرَفْتُ مِنْ مَجْلِسِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبَانَ الْقُرَشِيِّ الْمَعْرُوفِ بمشكدانة سنة سِتّ ٢ ب وَثَلَاثِينَ وَمِائَتَيْنِ فمررت بِمُحَمد ابْن عَبَّادِ بْنِ مُوسَى سَندُولَةَ فَقَالَ مِنْ أَيْنَ أَقبَلْتَ فَقُلْتُ مِنْ عِنْدِ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ مُشْكُدَانَةَ فَقَالَ ذَاكَ الَّذِي يُصَحِّفُ
1 / 13
عَلى جِبْرِيلَ يُرِيدُ قِرَاءَتَهُ (وَلا يَغُوثَ وَيَعُوقَ وَبِشْرًا) وَكَانَتْ حُكِيَتْ عَنْهُ
وَحَكَى الْقَاضِي أَحْمَدُ بْنُ كَامِلٍ عَنْ أَبِي الْعَيْنَاءِ قَالَ حَضَرْتُ بَعْضَ مَشَايِخِ [الْحَدِيثِ] مِنَ الْمُغَفَّلِينَ فَقَالَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ عَنْ جِبْرِيلَ عَنِ اللَّهِ عَنْ رَجُلٍ قَالَ فَنَظَرْتُ فَقُلْتُ مَنْ هَذَا الَّذِي يَصْلُحُ أَنْ يَكُونَ شَيْخًا لِلَّهِ فَإِذَا هُوَ صَحَّفَهُ وَإِذَا هُوَ ﷿
وَسَمِعْتُ أَبَا عَليّ الرَّازِيِّ يَقُولُ حَدَّثَ شَيْخٌ عِنْدَنَا بِالرَّيِّ
1 / 14
فَقَالَ احْتَجَمَ النَّبِيُّ ﷺ وَأَعْطَى الْحَجَّامَ أُجْرَةً
وَحَدَّثَنِي شَيْخٌ مِنْ شُيُوخِ بَغْدَادَ أَثِقُ بِهِ قَالَ كَانَ حَيَّانُ بْنُ بِشْرٍ [قَاضِيَ الشَّرْقِيَّةِ بِبَغْدَادَ] قَدْ وَلِيَ الْقَضَاءَ بِأَصْبَهَانَ وَكَانَ مَنْ جِلَّةِ أَصْحَابِ الْحَدِيثِ قَالَ فَرَوَى يَوْمًا أَنَّ عَرْفَجَةَ قُطِعَ أَنْفَهُ يَوْمَ الْكِلابِ كَسَرَ الْكَافَ وَكَانَ مُسْتَمْلِيهِ رَجُلًا يُقَالُ لَهُ كَجَّةُ فَقَالَ أَيُّهَا الْقَاضِي إِنَّمَا هُوَ يَوْمُ الْكُلابِ فَأَمَرَ
1 / 15
بِحَبْسِهِ فَدَخَلَ النَّاسُ إِلَيْهِ وَقَالُوا مَا دَهَاكَ فَقَالَ قُطِعَ أَنْفُ عَرْفَجَةَ يَوْمَ الْكُلابِ فِي الْجَاهِلِيَّةِ وَامْتُحِنْتُ أَنَا بِهِ فِي الْإِسْلَامِ
وَقَدِ ادَّعَى خَلَفٌ الأَحْمرُ
1 / 16
عَلَى الْعُتْبِيِّ أَنَّهُ صَحَّفَ هَذَا فَقَالَ فِي قَصِيدَةٍ عَدَّدَ تَصْحِيفَاتِهِ وَفِي يَوْمِ صِفِّينَ تَصْحِيفَةٌ وَأُخرَى لَهُ فِي حَدِيثِ الْكُلابِ وَرَوَى أَحْمَدُ بْنُ مُوسَى بْنِ إِسْحَاقَ الْأَنْصَارِيُّ قَاضِي أَصْبَهَانَ وَقَدْ سَمِعْتُ مِنْهُ الْحَدِيثَ وَلَمْ أَحْضَرْ هَذَا الْمَجْلِسَ وَسَمِعْتُ بَعْضَ شُيُوخِ أَصْبَهَانَ يَحْكُونَهُ أَنَّهُ قَالَ حَدَّثَنِي فُلانٌ عَنْ هِنْدَانَ الْمَعْتُوهِ يُرِيدُ عَنْ هِنْدٍ أَنَّ الْمُغِيرَةَ
أَخْبَرَنِي أَبُو عُبَيْدٍ الآجُرِّيُّ هُوَ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عُثْمَانَ
1 / 17
سَمِعْتُ سُلَيْمَانَ بْنَ الأَشْعَثِ يَقُولُ قَالَ لِي أَحْمَدُ بْنُ صَالِحٍ الْمِصْرِيُّ حَدَّثَنَا سَلامَةُ بْنُ رَوْحٍ فِي حَدِيثِ السَّقِيفَةِ بَعْرَةَ أَنْ يَفِيلا تَصْحِيفُ تَغِرَّةَ أَنْ يُقْتَلا وَكَانَ أَحْمَدُ بْنُ
1 / 18
صَالِحٍ كَتَبَ عَنْهُ خَمْسِينَ أَلفَ حَدِيث ٣ أفَتَرَكَهُ قُلْتُ أَنَا التَّغِرَّةُ التَّغْرِيرُ يُقَالُ غَرَرْتُ بِالْقَوْمِ تَغْرِيرًا وَتَغِرَّةً كَمَا قِيلَ حَلَّلْتُهُ تَحْلِيلًا وَتَحِلَّةً وَعَلَّلْتُهُ تَعْلِيلًا وَتَعِلَّةً وَإِنَّمَا يُقَالُ فِي الْمُضَاعَفِ خَاصَّةً
وَقَدْ فُضِحَ بِالتَّصْحِيفِ جَمَاعَةٌ مِنَ الْعُلَمَاءِ وَأَهْلِ الأَدَبِ وَهُجُوا بِهِ وَقَدْ مَدَحَ بَعْضُ الشُّعَرَاءِ خَلَفًا الأَحْمَرَ بِالتَّحَفُّظِ من
1 / 19
التَّصْحِيف وعده مِنْ مَنَاقِبِهِ فَقَالَ لَا يَهِمُ الْحَاءَ بِالْقِرَاءَةِ بِالْخَاءِ وَلا يَأْخُذُ إِسْنَادَهُ مِنَ الصُّحُفِ وَقَالَ فِيهِ أَيْضًا يَرْثِيهِ
أَوْدَى جِمَاعُ الْعِلْمِ مذ أودى خلف ... راوية لَا يَجْتَنِي عَنِ الصُّحُفِ
وَهَجَا شَاعِرٌ آخَرُ
1 / 20
أَبَا حَاتِمٍ السِّجِسْتَانِيَّ وَهُوَ أَوْحَدُ [عصره] فِي فنه [بضد هَذَا] فَقَالَ
إِذَا أَسْنَدَ الْقَوْمُ أَخْبَارَهُمْ ... فَإِسْنَادُهُ الصُّحْفُ وَالْهَاجِسُ
وَهَجَا خَلَفٌ الْأَحْمَر الْعُتْبِي وَنسبه إِلَى التَّصْحِيفِ وَقَالَ يُعَدِّدُ تَصْحِيفَاتِهِ وَهِي طَوِيلَة
لنا صَاحب مولع بِالْخِلَافِ ... كثيرالخطاء قَلِيلُ الصَّوَابِ
أَلَجُّ لَجَاجًا مِنَ الخنفساء وأز ... هِيَ إِذَا مَا مَشَى مِنْ غُرَابِ
[إِذَا ذَكَرُوا عِنْدَهُ عَالِمًا ... رَبَا حسدا ورماه بعاب]
وَلَيْسَ مِنَ الْعِلْمِ فِي كَفِّهِ ... اذا ذكر الْعلم غيرالتراب
1 / 21
أَحَادِيثُ أَلَّفَهَا شَوْكَرٌ ... وَأُخْرَى مُؤَلَّفَةٌ لابْنِ دَابِ
فَلَوْ كَانَ مَا قَدْ رَوَى عَنْهُمَا ... سَمَاعًا وَلَكِنَّهُ مِنْ كِتَابِ
رأَى أَحْرُفًا شُبِّهَتْ فِي الْهِجَاءِ ... سَوَاءً إِذَا عَدَّهَا فِي الْحِسَابِ
فَقَالَ أَبِي الضَّيْمِ يُكْنَى بِهَا ... وَلَيْسَ أَبِي إِنَّمَا هُوَ آبِي
وَفِي يَوْمِ صِفِّينَ تَصْحِيفَةٌ ... وَأُخرَى لَهُ فِي حَدِيثِ الْكُلابِ
[كَتَصْحِيفِ فَيْضِ بْنِ عَبْدِ الْحَمِيدِ ... فِي جَنَّةِ الأَرْضِ أَوْ فِي الذُّبَابِ
وَمَا جَنَّةُ الأَرْضِ مِنْ حَيَّةٍ ... وَمَا لِلذُّبَابِ وَصَوْتُ الذِّئَابِ
وَعَالَى بِذَلِكَ فِي صَوْتِهِ ... كَقَعْقَعَةِ الرَّعْدِ بَيْنَ السَّحَابِ]
وَمِثْلُ مَا قَالَهُ خَلَفٌ الأَحْمَرُ
فَلَوْ كَانَ مَا قَدْ رَوَى عَنْهُمَا ... سَمَاعًا وَلَكِنَّهُ مِنْ كِتَابِ
1 / 22