Tashayyuc a cikin Wakokin Masar a zamanin Ayubawa da Mamluks
التشيع في الشعر المصري في عصر الأيوبيين والمماليك
Nau'ikan
واعتنق بعض المصريين هذه الدعوة سرا وكاتبوا المهدي لفتح مصر، فأرسل المهدي هذه الحملات المتعددة التي ذكرها المؤرخون، وكان قواد هذه الحملات يكاتبون إخوانهم من المصريين لتأييدهم والعمل على نجاح حملاتهم، وحفظ عريب بن سعد مقطوعة شعرية من قول أبي القاسم بن المهدي (القائم بأمر الله الخليفة الفاطمي الثاني) يخاطب بها جماعة من المصريين الذين استجابوا لدعوة الفاطميين،
4
ومع ذلك لم يذكر المؤرخون شيئا عن تحرك المصريين لتأييد حملات الفاطميين، ولم نعرف أن عقائد الفاطميين انتشرت في مصر انتشارا كان له أثر في الحياة الفكرية، فقد ظل أكثر المصريين على مذهب أهل السنة والجماعة يختلفون فيما بينهم بين آراء مالك والشافعي، وقل أن نجد بينهم من كان على مذهب أبي حنيفة، أو من يقول بمقالات المعتزلة، أو الشيعة.
ولما فتح جوهر الكاتب أحد قواد المعز لدين الله الفاطمي مصر سنة 358ه كتب أمانا للمصريين، ونص على أن يترك للمصريين حريتهم في اختيار العقيدة التي يرضونها لأنفسهم، وأن لا يحملهم كرها على تغيير مذهبهم أو دينهم الذي دانوا الله به،
5
ولكن الفاطميين لم يحترموا هذا الأمان، فقد قامت دولتهم على أساس عقيدتهم المذهبية، فكان من الطبيعي أن يعملوا على صبغ البلاد التي تخضع لحكمهم بهذه الصبغة المذهبية التي تمايزوا بها، فلا غرابة أن رأينا دعاتهم ينشطون في كل البلاد وفي كل المجتمعات، يكالبون أصحاب المذاهب الأخرى، ويعقدون مجالس الحكمة التأويلية، ويأخذون العهد على كل مستجيب، واتخذوا للدعوة لمذهبهم وسائل وتدابير مختلفة، فاستجاب كثير من المصريين إلى دعوتهم وعقيدتهم، وظل بعض المصريين على عقيدته ومذهبه، ولكن عقائد الفاطميين شغلت أذهان المصريين طوال الحكم الفاطمي حتى تأثر بها المصريون جميعا، سواء من دخل منهم في الدعوة أو من ظل متمسكا بمذهب أهل السنة والجماعة، حتى خيل إلى كثير من الباحثين أن المصريين جميعا أصبحوا يتمذهبون بعقيدة الفاطميين ويتبعون التقاليد الفاطمية، أي أن مصر قد طبعت بطابع العقائد الفاطمية طوال السنين التي خضعت فيها لحكم الفاطميين.
وبالرغم من أن نفوذ العقائد الفاطمية كان متغلغلا في مصر، فإن هناك عدة عوامل عملت على إضعاف هذه العقيدة في نفوس المصريين، ولعلنا لا نغالي إذا قلنا إن هذا الضعف بدأ في عهد الحاكم بأمر الله (المتوفى حوالي سنة 411ه)، ولا سيما بعد أن وفد على مصر دعاة تأليه الحاكم أمثال الدرزي، وحمزة، والأخرم الفرغاني،
6
ونحن نعلم أن المصريين ثاروا على هؤلاء الدعاة، وقتلوا الأخرم سنة 408ه، وأن الدرزي وحمزة هربا، وأن الحاكم انتقم من المصريين فحرق الفسطاط، وقتل عددا كبيرا من المصريين، وكانت خاتمة حياة الحاكم نهاية لهذه الدعوة الإلحادية الجريئة في مصر، ولكن كان من نتائجها أن بدأ الناس يشكون في عقيدة الفاطميين وفي كل ما قاله الدعاة عن الإمامة والأئمة، وظهرت هذه النتيجة بشكل لافت في عهد المستنصر بالله 427-487ه ولا سيما في تلك السنوات من حكمه التي ضعفت فيها الحياة الاقتصادية وبلغت درجة من الانحطاط جعلت الناس لا يرعون للإمام حرمة ولا للعقيدة وزنا، فضعفت ثقة المصريين في عقيدة الإمام المعصوم وأنه الواسطة بين الله والخلق، وفي عقيدة النص على ولاية العهد، وهي العقيدة التي كانت أساس مذهب الإسماعيلية وسببا في انقسام الشيعة الإمامية إلى إسماعيلية وموسوية، فتهاون المصريون بهذه العقيدة مما سهل الأمر للأفضل بن بدر الجمالي في تحويل الإمامة بعد المستنصر إلى المستعلي، وحرم منها صاحب النص نزار بن المستنصر، فانقسمت الدعوة إلى فرعين رئيسيين هما: الإسماعيلية النزارية، التي عرفت بالإسماعيلية الشرقية أحيانا، وبالإسماعيلية الحشيشية أحيانا أخرى، ويعرفون الآن بالخوجة أو الأغاخانية، وإمامهم الآن هو أغا خان المعروف. والفرع الآخر هو الإسماعيلية المستعلية، أو الإسماعيلية الغربية وهي التي ظلت في مصر واليمن، فكان هذا الانفصال من عوامل ضعف العقيدة وزعزعتها من نفوس المصريين. أضف إلى ذلك أنه لما قتل الآمر بأحكام الله سنة 524ه ولم يكن له ولد، ذهب الصليحيون أصحاب الدعوة في اليمن إلى أن الآمر لما قتل كانت إحدى جهاته حاملا، وأنها أنجبت ولدا له هو الطيب بن الآمر، وأن الإمامة للطيب هذا، وأنه دخل الستر وجعل الملكة الحرة الصليحية حجته وصاحبة الستر عليه، فوجد بذلك فرع جديد للإسماعيلية، وعرفت هذه الدعوة بالدعوة الطيبية ولا تزال تعرف بهذا الاسم إلى اليوم، وأتباع هذه الدعوة يعرفون الآن بالبهرة، وداعيهم المطلق هو طاهر سيف الدين، وإمامهم من نسل الطيب بن الآمر لا يزال في دور الستر، أما في مصر فلم يعترف المصريون بشيء اسمه الطيب بن الآمر، وأقيم عبد المجيد بن محمد بن المستنصر المعروف بالحافظ لدين الله كفيلا للإمام المنتظر في أول الأمر، ثم اعترف بإمامته بعد ذلك، فكان الاعتراف بإمامته خارجا عن أسس الإمامة عند الإسماعيلية؛ إذ الإمامة عندهم لا تكون إلا في الأعقاب،
7
Shafi da ba'a sani ba