392

Tasawwuf

التصوف الإسلامي في الأدب والأخلاق

Nau'ikan

أما ابن الفارض فيجمع بين العاطفة والذكاء حين يتكلم عن النحول، ومن التجني أن نقول: إن قطعته الأخيرة ليست إلا براعة فنية في تلوين الخيال.

وابن الفارض يشارك جمهور الشعراء في الحديث عن طيف الخيال، ولكن صوره الشعرية في هذا الباب تمتاز بألوان من القلق الروحاني؛ لأنه يستصغر زيارة الطيف، وكان البحتري والمتنبي يريانها من متع الوصال، ولننظر هذه الأبيات التي يصف فيها الخيال بالإرجاف:

يا مانعي طيب المنام ومانحي

ثوب السقام به ووجدى المتلف

عطفا على رمقي وما أبقيت لي

من جسمي المضنى وقلبي المدنف

فالوجد باق والوصال مماطلي

والصبر فان واللقاء مسوفي

لم أخل من حسد عليك فلا تضع

سهري بتشييع الخيال المرجف

Shafi da ba'a sani ba