والصداقة على هذا النحو تصوف في الوداد، فقد جمعت أقصى معاني الصدق والإخلاص، ومن الصدق جاءت الصداقة؛ لقيامها على رباط من العطف وثيق.
وشواهد التصوف في الولاء تجل عن الإحصاء، ويكفي أن نشير إلى أظهر ما وعى التاريخ.
كان المتوكل عقد لولده المنتصر والمعز والمؤيد ولاية العهد، ثم تغير على المنتصر دون أخويه، وكان يسميه المنتظر ويقول له: «أنت تتمنى موتي، وتنتظر وقتي!».
11
ودس المنتصر لأبيه من يقتله وهو في مجلس الشراب، فقال البحتري يبكيه وكان في مجلسه ساعة القتل:
فأين الحجاب الصعب حيث تمنعت
بهيبتها أبوابه ومقاصره
وأين عميد الناس في كل نوبة
تنوب وناهي الدهر فيهم وآمره
تخفى له مغتاله تحت غرة
Shafi da ba'a sani ba