Tasawwuf Wa Imam Shacrani
التصوف الإسلامي والإمام الشعراني
Nau'ikan
وأخذ الشعراني ينقض دعاوى تلك الطوائف متعقبا لخطاها، مترصدا لحركاتها، مدللا بالآيات الكريمة والأحاديث الشريفة على مروقهم من الدين، وبراءتهم من الإيمان.
وأفتى الشعراني فيما أفتى بأن الأحمدية والرفاعية والبسطامية والأدهمية والمسلمية والدسوقية في عهده خارجون على شريعة الله؛ لأن أفعالهم يكذبها طريق شيوخهم السابقين، كما يكذبها الكتاب والسنة، وهما أصل الإسلام وبرهانه المبين.
وتعقب الشعراني شيوخ عهده شيخا فشيخا، مظهرا جهلهم بل كفرهم وسوء أدبهم، وأنهم أضل من الأنعام، وأن طريق التصوف - وهو الطهارة الكاملة والزهد الشامل - قد أصبح على أيديهم طريقا إلى الشحاذة والتسول، وهان حتى في أعين الطغام كما يقول.
ثم وضع الشعراني رسالته «ردع الفقراء عن دعوى الولاية الكبرى»، فكانت السهم الأكبر، هاجم بها مدعي الولاية زورا وبهتانا، ومحترفي التصوف كذبا ونفاقا، قائلا: إنهم يقنعون بلبس الزي، فإن سألت شيخا منهم عن قواعد الإيمان قال: لا أدري، أو فرائض الوضوء قال: لا أدري، ولا يعترف الإسلام بإسلام من يجهل قواعد دينه، فضلا عن أن يكون شيخا أو مرشدا.
وألف الشعراني كتبه الكبرى: تنبيه المغترين، والمنن الكبرى، والعهود المحمدية، والأنوار القدسية، وقواعد الصوفية؛ ليجلو الأخلاق الصوفية المثالية التي عرفها التصوف الصادق، وليظهر الفرق البعيد بينه وبين مواكب المتصوفين المرتزقة الزائفين، الذين لعنوا أينما ثقفوا، وباءوا بغضب من الله وبراءة من الرسول.
موقف الشعراني من المتصوفة العاطلين
وقد جر هذا اللون من التصوف الكاذب على الحياة الاجتماعية في مصر نكبات نالت من اقتصادياتها وعزائم بنيها، وأثرت في مكانتها الدولية.
فلقد كانت البطالة والتعطل من المبادئ العامة المحترمة المعترف بها في بيئات متصوفة هذا العصر.
فكل من تزيا بزي المتصوفة ترك العمل وانقطع إلى الزاوية أو التكية الخاصة بشيخه، ورأى أن من حقه على الناس أن يطعموه، وأن يقوموا بمعاشه، بل وبمعاش أسرته أيضا.
وقبلت الجماهير المصرية من هؤلاء الدراويش هذا الوضع، بل اعتبروا تقديم الطعام والملبس، وما إلى الطعام والملبس، إليهم واجبا يحتمه الدين عليهم.
Shafi da ba'a sani ba