Tasawwuf Wa Imam Shacrani
التصوف الإسلامي والإمام الشعراني
Nau'ikan
والكشف الباطني والعلم الرباني، رغم ما دار حوله من جدل وحوار، ورغم ما أثير بسببه من ملاحاة وخصومات، ورد به القرآن الكريم، ووردت به الأحاديث الصحيحة.
قال تعالى:
واتقوا الله ويعلمكم الله ،
إن تتقوا الله يجعل لكم فرقانا ،
عبدا من عبادنا آتيناه رحمة من عندنا وعلمناه من لدنا علما ،
قال الذي عنده علم من الكتاب أنا آتيك به قبل أن يرتد إليك طرفك ،
يؤتي الحكمة من يشاء ومن يؤت الحكمة فقد أوتي خيرا كثيرا .
وقصة موسى والخضر معروفة ومعروضة في القرآن الكريم عرضا مبينا تجلت فيه مكانة العلم اللدني والمعرفة الباطنية التي أوتيها الخضر من لدن ربه.
ووردت هذه القصة في كتب الأحاديث الصحاح بصورة مجلوة ناطقة بأن العلم لله وحده، ثم هو للإنسان عارية، يمنحه الله لمن يشاء - نبيا كان أو وليا.
عن أبي بن كعب، عن النبي - صلوات الله وسلامه عليه - قال: قام موسى خطيبا في بني إسرائيل فسئل: أي الناس أعلم؟ فقال: أنا أعلم، فعتب الله عليه إذ لم يرد العلم إلى الله، فأوحى الله إليه أن عبدا من عبادي بمجمع البحرين هو أعلم منك، قال: يا رب، وكيف به؟ فقيل له: احمل حوتا في مكتل، فإذا فقدته فهو ثم. فانطلق وانطلق معه فتاه يوشع بن نون، وحملا حوتا في مكتل حتى كانا عند الصخرة وضعا رأسيهما فناما، فانسل الحوت من المكتل فاتخذ سبيله في البحر سربا، وكان لموسى وفتاه عجبا، فانطلقا بقية ليلتهما ويومهما، فلما أصبحا قال موسى لفتاه: آتنا غداءنا؛ لقد لقينا من سفرنا هذا نصبا - ولم يجد موسى مسا من النصب حتى جاوز المكان الذي أمر به - فقال له فتاه: أرأيت إذ أوينا إلى الصخرة، فإني نسيت الحوت! قال موسى: ذلك ما كنا نبغي. فارتدا على آثارهما قصصا، فلما انتهيا إلى الصخرة إذا برجل مسجى بثوب - أو قال مسجى بثوبه - فسلم موسى، فقال الخضر: وأنى بأرضك السلام؟ فقال: أنا موسى، فقال: موسى بني إسرائيل؟ قال: نعم.
Shafi da ba'a sani ba