Tasawwuf Wa Imam Shacrani
التصوف الإسلامي والإمام الشعراني
Nau'ikan
والدكتور زكي مبارك ومعه رجال الاستشراق قد أخطئوا في اتهامهم للشعراني في البديهيات، أخطئوا كما يخطئ التلميذ الصغير الساذج في فهم الكلام الواضح المبين، فيحرف الكلم عن مواضعه، ويخرج المعنى عن أهدافه ومقاصده.
يقول الشعراني: «ومما وقع لي مع سيدي أحمد البدوي أنه جاءني ودعاني أيام خروج الناس من مصر إلى مولده، فلما ذهبت إلى «طندتاء» صار كل من دخل القبة يبدأ بالسلام علي قبل زيارة الشيخ حتى استحييت منه - وكانت أم ولدي عبد الرحمن لها معي مدة سبعة شهور وهي بكر - فجاءني وقال لي: اختل بها في ركن قبتي وأزل بكارتها ففعلت، فطبخ لي طعاما وحلوى، فلما رجعت إلى مصر حصل ما أشار به في تلك الليلة.»
2
ذلك قول الشعراني، وهو أوضح من فلق الصباح، فالقصة كما هو واضح قصة منامية، جاءه السيد البدوي في الرؤيا، ودعاه لزيارة مقامه في طنطا، ثم طلب منه في منام تال أن يختلي بزوجته التي لم يدخل بها رغم مرور سبعة أشهر على زواجه بها في ركن قبته، ثم يقول الشعراني في لفظ عربي مبين: «فلما رجعت إلى مصر حصل ما أشار به السيد في تلك الليلة.» أي أن الشعراني دخل بزوجته في مصر عقب عودته إليها تنفيذا لما رأى في منامه.
وللمنامات عند المتصوفة مقام كبير، يحتذون في ذلك سنة رسول الله - صلوات الله عليه - فقد جاء في كتب الصحاح أن النبي كان إذا أصبح يقول لأصحابه: «من رأى منكم رؤيا؟» يعني أعبرها له.
والشعراني يقول في كتبه: إنه كان ينبه في المنام على الأمور التي تقع، كما كان ينبه على أحواله ومقاماته وذنوبه وأخطائه من باب التأديب والتعليم بالرمز والإشارة.
والشعراني بنى بزوجته - كما يقول - ومضى عليها معه سبعة أشهر وهي بكر لم يدخل بها، فنبه مناما على خطئه، ووجوب الدخول بها، وكان مرشده في الرؤيا هو السيد البدوي.
أو لعل الشعراني كان في حالة نفسية حالت بينه وبين الدخول بزوجته، فكان المنام الذي رأى سببا في إصلاح تلك الحالة النفسية أو العقدة النفسية.
وعلى أي معنى من هذه المعاني، فقد صرح الشعراني بأنه لما عاد إلى مصر حصل ما أشار به السيد في المنام؛ أي أنه دخل بزوجته في مصر لا في قبة البدوي.
وبذلك تنهار تلك الأقصوصة المسرحية التي نسجوها حول الشعراني، وما أكثر ما نسجوا حوله من أقاصيص وأساطير!
Shafi da ba'a sani ba