Tasawwuf: Juyin Juya Hali na Ruhaniya a Musulunci
التصوف: الثورة الروحية في الإسلام
Nau'ikan
صفاء القلب معناه عدم تكديره بالشهوات والرغبات وكل ما يشغل عن الله، وفي هذا إشارة إلى فناء الصوفي عن صفاته المذمومة وبقائه بالصفات المحمودة. (4) ذو النون المصري (المتوفى سنة 245) (4) «الصوفي إذا نطق بان منطقه عن الحقائق، وإذا سكت نطقت عنه الجوارح بقطع العلائق» (كشف المحجوب للهجويري، ص36).
أي إن الصوفي بين حالين؛ إما أن يتكلم أو يلزم الصمت، فإن تكلم لا يقول إلا حقا،
أي ينطق بلسان الحقيقة وهو لسان أهل الباطن، وإن سكت عن الكلام نطقت جوارحه بما ينبئ عن أنه قطع علائقه بهذا العالم. فهو مشغول بالله في الحالتين؛ في حالة نطقه وحالة سكوته.
ويروي فريد الدين العطار العبارة على النحو الآتي: (5) «الصوفي من إذا نطق كان كلامه عين حاله، فهو لا ينطق بشيء إلا إذا كان هو ذلك الشيء، وإذا أمسك عن الكلام عبرت أعماله عن حاله وكانت ناطقة بقطع علائقه (الدنيوية)» (تذكرة الأولياء، ج1، ص126).
يريد أن الصوفي هو من طابق كلامه حاله، ومن كانت أعماله الظاهرة معبرة عن أحواله الباطنة. (6)
وله أيضا : «الصوفية قوم آثروا الله عز وجل على كل شيء، فآثرهم الله عز وجل على كل شيء» (القشيري، ص127).
إيثار الصوفي الله على كل شيء هو تفضيل ما لله على ما للنفس، ومحبة الله وطاعته. بهذا يصل الصوفي إلى درجة الولاية التي يشير إليها الشطر الثاني من العبارة. (5) أبو تراب النخشي (المتوفى سنة 245) (7) «الصوفي لا يكدره شيء ويصفو به كل شيء» (القشيري، ص127).
أي الصوفي الصادق لا يكدره شيء في هذه الحياة لأنه راض بقضاء الله وقدره، فقلبه خال من الهموم والشواغل التي تكدر صفو الحياة عند غيره، أما قوله ويصفو به كل شيء فمعناه أنه يبدو في نظره كل شيء صافيا من الكدورات. (6) سري السقطي (المتوفى سنة 257) (8) «التصوف اسم لثلاثة معان؛ وهو الذي لا يطفئ نور معرفته نور ورعه، ولا يتكلم بباطن في علم ينقضه عليه ظاهر الكتاب أو السنة، ولا تحمله الكرامات على هتك أستار محارم الله» (القشيري، ص10).
المعنى الأول ألا تفسد معرفة الصوفي ورعه، بأن تكون «الحقيقة» سببا في إهمال ظاهر الشريعة، وقد ذهب بعض أدعياء الصوفية إلى أن من وصل إلى مقام المعرفة سقطت عنه التكاليف، وسري السقطي يحذر من هذا، والمعنى الثاني قريب من المعنى الأول؛ وهو أنه لا قيمة لعلم باطن ما لم يكن له سند من ظاهر الشرع، والمعنى الثالث أن الصوفي هو الذي لا تفتنه الكرامات بحيث يركن إليها ويعتقد أنه معصوم من الخطأ فتزل قدمه ويقترف المعاصي. (7) أبو حفص الحداد (المتوفى سنة 265) (9) «التصوف كله أدب: لكل وقت أدب، ولكل مقام أدب، ولكل حال أدب. فمن لزم آداب الأوقات بلغ مبلغ الرجال، ومن ضيع الآداب فهو بعيد من حيث يظن القرب، ومردود من حيث يظن القبول» (كشف المحجوب، ص42).
أي إن التصوف في جملته نظام من السلوك ولكل شيء فيه واجبات، ولا قيمة لهذا السلوك ما لم تحصل للمريد منه فوائده ويتصف بصفاته، وهذا ما يشير إليه أبو الحسين النوري بقوله: «ليس التصوف رسوما ولا علوما ولكنه أخلاق.» أي أخلاق تترك أثرها في النفس وتكون الدافع لها على أفعالها. (8) سهل بن عبد الله التستري (المتوفى سنة 283) (10) «الصوفي الذي يرى دمه هدرا وملكه مباحا» (القشيري، ص127).
Shafi da ba'a sani ba