Tasawwuf: Juyin Juya Hali na Ruhaniya a Musulunci
التصوف: الثورة الروحية في الإسلام
Nau'ikan
إلهي لا تترك بيني وبين أقصى مرادك حجابا إلا هتكته، ولا حاجزا إلا رفعته، ولا وعرا إلا سهلته، ولا بابا إلا فتحته، حتى يقيم قلبي بين ضياء معرفتك وتذيقني طعم محبتك. فيا من أسأله إيناسا به وإيحاشا من خلقه، ويا من إليه التجائي في شدتي ورخائي، ارحم غربتي، وهب لي من المعرفة ما أزداد به يقينا، ولا تكلني لنفسي الأمارة بالسوء طرفة عين.
17
فها هو ذو النون يرى في كل مظهر من مظاهر الطبيعة آية من آيات الله، وشاهدا دالا على وحدانيته وعظمته ومخالفته للحوادث؛ لأنه لا يرى شيئا إلا ورأى الله عنده، وهذه وحدة شهود يجربها ذو النون حتى في حال صحوه، ولكن هذه المظاهر الجمالية والجلالية مع ذلك حجب تحول بينه وبين محبوبه؛ لذلك يدعو ربه أن يهتك هذه الحجب ويرفع هذه الحواجز وييسر الوعر من الطريق ويفتح له باب الشهود بحيث ينغمس قلبه في ضياء «المعرفة» ويتذوق طعم المحبة، وهنا يقرن ذو النون المحبة الإلهية بالمعرفة الذوقية، كما يقرنها الجنيد وأبو يزيد البسطامي بالفناء، وكما يقرنها المحاسبي بالإيمان. لكل واحد من هؤلاء مشربه وطريقه في الوصول إلى الحق، ولكن عتبة الوصول هي المحبة التي يلتقون عندها جميعا.
ويروى لذي النون شعر في الحب الإلهي أغلب الظن أن كثيرا منه وضع على لسانه، أو أنه كان ينشده متمثلا به فاقترن باسمه، وكله ينطق بالهيام بالله المحبوب الذي لا يروي ظمأ محبه، والمقصود الذي افتتنت به قلوب خلصائه، والغني الذي لا يبارى في غناه، والملاذ الذي يتضرع إليه الشاكون ويبثونه أسرارهم. من ذلك قوله:
أموت وما ماتت إليك صبابتي
ولا قضيت من صدق حبك أوطاري
مناي المنى كل المنى أنت لي منى
وأنت الغنى كل الغنى عند اقتداري
وأنت مدى سؤلي وغاية رغبتي
وموضع آمالي ومكنون إضماري
Shafi da ba'a sani ba