Tasawwuf: Juyin Juya Hali na Ruhaniya a Musulunci
التصوف: الثورة الروحية في الإسلام
Nau'ikan
لم يقف الأمر بالصوفية عند مجرد الكلام في الحب الإلهي باعتباره حالا من الأحوال التي يعالجونها في تجاربهم، بل ظهرت لهم فيه نظريات واتجاهات اختلفت باختلاف نزعاتهم الصوفية العامة وثقافتهم وأمزجتهم.
وظهرت أول نظرية في الحب الإلهي في مدرسة البصرة، وكان ظهورها عند جماعة لقبوا بالزنادقة، أو زنادقة الزهاد، وهو اسم أطلقه عليهم أبو داود السجستاني المتوفى سنة 275،
13
ومن هؤلاء رابعة العدوية (توفيت سنة 185)، ورياح بن عمرو القيسي (المتوفى سنة 188)،
14
وحبان (أو ابن حبان) الحريري، وأبو حبيب العجمي، وقد أطلق هذا الاسم أيضا على عبد الواحد بن زيد (المتوفى سنة 177)، وكليب، وعبدك الصوفي الشيعي، وامرأة رياح القيسي، وأبي العتاهية الشاعر.
ولا شك أن ظهور الكلام في الحب الإلهي في بيئة البصرة في صورة قوية ناضجة له مغزاه، وإن كنا لا نعرف الكثير عن الظروف التي أحاطت برجال مدرستها، ولكنا نعرف على الأقل أن منهم من كان متأثرا بالفلسفة المانوية التي عرفت بنظرية خاصة في الحب الإلهي خلاصتها أن أرواح الأبرار ذرات نورانية انبثقت من ينبوع النور الأعظم، فهي دائما تنجذب إليه وتحن إلى العودة إليه، وتحاول جاهدة الفرار من هياكلها المظلمة، فغايتها التحرر من ربقة عبوديتها، والانطلاق من سجنها الأرضي.
وأول من تغنى بنغمة الحب الإلهي من هذه الطبقة في إخلاص وصدق، كانت رابعة العدوية التي أحبت الله لذاته، لا خوفا من ناره ولا طمعا في جنته، وكان أقصى أمانيها أن يكشف الله لها عن وجهه الكريم ويرفع عن قلبها الحجب التي تحول دون مشاهدته، وفي هذا تقول مخاطبة الذات الإلهية:
أحبك حبين حب الهوى
وحبا لأنك أهل لذاكا
Shafi da ba'a sani ba