Tartib al-madarik wa takrib al-masalik li-maʿrifat aʿlam madhab Malik

Qadi Ayyad d. 544 AH
89

Tartib al-madarik wa takrib al-masalik li-maʿrifat aʿlam madhab Malik

ترتيب المدارك و تقريب المسالك لمعرفة أعلام مذهب مالك

Mai Buga Littafi

مطبعة فضالة - المحمدية

Lambar Fassara

الأولى

Inda aka buga

المغرب

وبسبب هذا تحزبت طائفة أهل الحديث على أهل الرأي وأساءوا فيهم القول والرأي. قال أحمد بن حنبل ما زلنا نلعن أهل الرأي ويعلنوننا حتى جاء الشافعي فمزج بيننا يريد أنه تمسك بصحيح الآثار واستعملها، ثم أراهم أن من الرأي ما يحتاج إليه وتنبني أحكام الشرع عليه، وأنه قياس على أصولها ومنتزع منها. وأراهم كيفية انتزاعها، والتعلق بعللها وتنبيهاتها. فعلم أصحاب الحديث أن صحيح الرأي فرع الأصل، وعلم أصحاب الرأي أنه لا فرع إلا بعد الأصل، وأنه لا غنى عن تقديم السنن وصحيح الآثار أولًا. ونحو هذا في هذا الفصل قول ابن وهب: الحديث مضلة إلا للعلماء. ولولا مالك والليث لضللنا وأما أحمد وداود فإنهما سلكا إتباع الآثار، ونكبا عن طريق الاعتبار، ولكن داود غلا في ذلك فترك القياس جملة. فأحدث هو وأصحابه من القول بالظاهر ما خالف فيه أئمة الأمة، فخانه التمسك برفع أدلة الشريعة وأعرض مما مضت عليه من الاجتهاد والاعتبار وسمى ما لم يجد فيه نصًا ظاهرًا عفوًا، وأطلق على بعضه الإباحة واضطربت أقوال أصحابه

1 / 91