ثم قال: أول من عرف عنه القول بقدم العالم أرسطو، وكان مشركًا يعبد الأصنام، وله في الإلهيات كلام كله خطأ من أوله إلى آخره، وقد تعقبه بالرد عليه طوائف المسلمين، انتهى.
أقول: ثم صارت الفلسفة إسمًا للفن. قال في الإحياء: وأما الفلسفة فهي ليست عِلمًا برأسها، بل هي أربعة أجزاء، أحدهما: الهندسة والحساب وهما مباحان. الثاني: المنطق وهو داخل في الكلام. والثالث: الإلهيات وهي بحث عن ذات الله تعالى وصفاته وهي داخلة في الكلام، والفلاسفة انفردوا فيها بمذاهب بعضها كفر وبعضها بدعة. والرابع: الطبيعيات وهي بحث عن الأجسام الطبيعية، - بسيطة: وهي الأفلاك والعناصر.- أو مركبة: وهي المعادن والنبات والحيوان. وبعض مباحث الطبيعيات مخالف للدين الحق، انتهى.
أقول: والطبيعيات أيضًا داخلة في الكلام، ومعنى دخولها فيه، أن الكلام باحث عن الأجسام الطبيعية البسيطة والمركبة على وفق العقل والشرع، وكذا باحث عن الإلهيات على وفقهما، وتقييد الجسم بالطبيعي.