أن [ ](١) وإلا فقد ثبت كفره، فنقلوه ليلة عيد الفطر إلى الجب، وعاد القاضي الشافعي إلى ولايته، ونودي بدمشق: من اعتقد عقيدة ابن تيمية حل دمه وماله، خصوصاً الحنابلة، فنودي بذلك، وقرأ المرسوم ابن الشهاب محمود في الجامع، ثم جمع(٢) الحنابلة من الصالحية وغيرها، وأشهدوا على أنفسهم أنهم على معتقد الإمام الشافعي.
وذكر والد(٣) الشيخ جمال الدين بن الطاهري في كتاب من كتبه(٤) لبعض معارفه بدمشق، أن جميع من بمصر من القضاة والشيوخ والفقراء والعوام والعلماء(٥) يحطون على ابن تيمية إلا الحنفي، فإنه يتعصب له، وإلا الشافعي فإنه ساكت عنه، وكان من أعظم القائمين عليه الشيخ نصر المنبجي(٦)، لأنه كان قد بلغ ابن تيمية أنه يتعصب لابن عربي(٧).
(١) بياض في الأصل وفي الدرر الكامنة ((فحكم المالكي بحبسه فأقيم من المجلس وحبس في برج، ثمّ بلغ المالكي أنّ النّاس يترددون إليه فقال يجب التضييق عليه إن لم يقتل)).
(٢) في الدرر الكامنة (ثمّ جمعوا)).
(٣) في الدرر الكامنة ((ولد)).
(٤) في الدرر الكامنة ((في كتاب كَتَّبَهُ)).
(٥) في الدرر الكامنة ((والعلماء والعوام)).
(٦) أبو الفتح نصر بن سليمان المنبجي المقرىء حدث عن إبراهيم بن خليل وجماعة وتلا بثلاث على الكمال الضرير وتفقه وانعزل ثمّ اشتهر، وزاره الأعيان، وكان الجاشنكير الذي تسلطن يتغالى في حبه، وله سيرة ومحاسن جمة، توفي بمصر في زاويته في الحسينية في جمادى الآخرة عن بضع وثمانين سنة. شذرات الذهب لابن العماد (٥٢/٦).
(٧) محمد بن علي بن محمد بن عربي أبو عبدالله الطّائي الأندلسي طاف البلاد وأقام بمكة مدة وصنف فيها كتابه المسمى بالفتوحات المكية في نحو عشرين مجلداً، فيها ما يعقل وما لا يعقل وما ينكر وما لا ينكر، وما يعرف وما لا يعرف، وله كتابه المسمى بفصوص الحكم فيه أشياء كثيرة ظاهرِها كفر صريح، وله كتاب العبادلة وديوان شعر رائق. وله مصنفات أخر كثيرة جدًّا. وأقام بدمشق مدة طويلة قبل وفاته، وكان بنو الزكي لهم عليه اشتمال واحتفال ولجميع ما يقوله=