تائهة هي حائرة خائفة، يثقل على قلبها أن رجاءها في شأن صبيحة قد خاب. ما لهذه الدنيا تجور على أبنائها، وما لقوم كأن أكبادهم من فولاذ جامد.
وقبل أن تفيق سمعت في البيت ضجيجا وأصواتا متسارعة، وانقضت عليها ابنتها عزيزة. - أمي.
وذعرت رتيبة في هلع آخذ، وقد أخطأت ابنتها في ندائها، وأوشكت أن تكشف المستور من علاقتها بها، ولم تملك نفسها أن صاحت بها في غير وعي. - اخرسي.
وفي لمحة تنبهت عزيزة إلى خطئها، وتلفتت حولها، وعادت تقول في بهرها لا تزال: الحقي يا أمة رتيبة. - هل جننت؟ - جاءت سليمة، لم يسمع أحد، أسرعي إلى الست حميدة إنها في حالة سيئة.
وهمت رتيبة في جد. - ما لها ألف سلامة لها، ماذا بها؟
كانت حميدة شاحبة اللون لاهثة تصيح: هواء ... هواء.
وقالت لها رتيبة: ألف سلامة يا ست حميدة. - صدري يا رتيبة، كأن يدا تقطع فيه بسكاكين حادة . - بعد الشر عنك، العمدة ... أين العمدة؟
وما لبث العمدة أن دخل وقبل أن يسمع شيئا صاحت به رتيبة: نريد طبيبا من البندر فورا ... فورا يا حضرة العمدة. •••
وجاء الطبيب وأعلن: إنها أزمة قلبية.
3
Shafi da ba'a sani ba