كان الذين يستعين بهم خطاب الضبع في تنفيذ أوامر العمدة خمسة نفر، اختارهم خطاب من البلاد المجاورة، وكانوا جميعا لصوصا صغارا. وكان لكل لص منهم نهجه ومنحاه، وضمهم خطاب، فأصبحوا جميعا أعوانا له توحد بهم الطريق.
أما سعفان أبو زغلول فهو من بلدة العسرانية، وكان متخصصا في سرقة البهائم، ولم يكن يبيعها إلا إذا عجز صاحبها أن يدفع عنها الحلوان. وقد كان هذا الحلوان قريبا كل القرب من ثمن البهائم، ولكن المعتدى عليه لا يملك إلا أن يدفع، وأمره إلى الله، وبعض الشر أهون من بعض. وكان سعفان أيضا يعمل وسيطا في السرقات التي يقوم بها غيره، وبين السارق والمسروق يظفر سعفان بجزء مما يتفقان عليه. طلبه خطاب فوجد في العمل معه دخلا ثابتا، فرحب بذلك خاصة أن خطاب سمح له أن يمارس سرقاته خارج التمرة في الأيام التي لا يعملون فيها.
أما إدريس السلاموني، فكان قاطع طريق، يسقط على فريسته في حالك الظلام ، ويجرده من كل ما معه، ثم يقيده ويتركه ملقى في مكانه. وكانت وسيلته إلى ذلك بندقية صدئة، إلا أنها بالنسبة للأعزل سلاح فتاك.
وكان فهيم سمهان من قرية الترابية، وصنعته قاتل محترف يقصد إليه كل صاحب ثأر أن يقتل لحسابه من وقع عليه الاختيار. ويقصد إليه أيضا كل من يريد أن يزيح من طريقه عائقا بشريا.
أما عمران القناوي فكان سمسارا في الأسواق، وكان هزيلا في سرقاته؛ فقد كان ينتهز فرصة غفلة من صاحب خروف أو معزة أو حتى أوزة، وقد مرن أيضا على نشل الجيوب، وهو ما يزال يسعى سعيه هذا في الأسواق بجانب عمله الضخم في عصابة زين الرفاعي.
خامس الجماعة شهيدي عبد المعين، وهو من أصدقاء خطاب، نشأ كلاهما في رحاب زين، ومرنا في باحته على كل ما كان يكلفهما به من أعمال.
كان خطاب وشهيدي وإدريس هم فقط الذين نزلوا من سيارة النقل أمام دار عبد الغني، وشهروا أسلحتهم على الرجال الذين كانوا يعبئون الأكياس القليلة الباقية من قطن عبد الغني في غرفة بيت عبد الغني، وكانوا هم أيضا ثلاثة رجال، وأصدر خطاب أمره. - اتركوا هذا، واخرجوا إلى القطن الملقى أمام البيت وضعوه في السيارة.
وأطاع الرجال العزل، وخرجوا إلى القطن الذي كان مكدسا أمام البيت، وهموا أن يحملوا أول كيس، فإذا بسامي يخرج من ورائه، ويأمر خطاب وصاحبيه أن يلقوا سلاحهم، وأردف أمره بضغطة على الزناد قذفت إلى الهواء عدة طلقات، وألقى خطاب سلاحه، وهو يصيح: سعفان.
ولكن سامي يقول له في ثبات: سعفان وفهيم وعمران مقيدون جميعا، هذه هي أسلحتهم. - وتخاذل خطاب وهو يلقي سلاحه، وتبعه شهيدي وإدريس.
وقال سامي: فك أصحابك، تجدهم خلف البيت، واركبوا السيارة إلى العمدة، وأخبروه أنه سيجدنا دائما حيث يرسلكم. - هيا ... أسرعوا.
Shafi da ba'a sani ba