فقد كان ناسيا لاسمه.
وتقدم ماهر وجلا حتى وقف إزاءه. - ما هذه الضجة؟ - لا شيء يا أستاذ. - بل هناك شيء. - أنا لا ذنب لي. - ربما، ولكن اللغط يدور حول مقعدك. - اسألهم سيادتك. - ماذا هناك يا أولاد؟
وساد صمت، فأشار سامي إلى التلميذ الجالس بجواره، ونظر إليه نظرة عميقة، ووجد الطالب نفسه يقول كل شيء. - ماهر.
وقال سامي: ماهر من؟ - ماهر هذا.
والتفت سامي إلى ماهر: هل اسمك ماهر؟ - نعم يا أستاذ.
وعاد سامي إلى التلميذ الآخر، وسأله: هه، ماذا فعل ماهر؟ - أحضر معه بعض حبات من المشمش، وراح يأكلها في الفصل. - مشمش؟! - نعم. - وبعد؟ - راح التلاميذ يطلبون منهم أن يعطيهم شيئا مما يأكل. - هذا كل ما في الأمر؟ - نعم. - لماذا تأكل المشمش في الفصل يا ماهر؟ - أكلت حبة واحدة يا أستاذ.
وقال سامي في محاولة أن يزيل الخوف عن ماهر الذي رأى علامات الرعب بادية في عينيه: هل اشتريت المشمس وأنت قادم إلى المدرسة؟
وازدرد ماهر لعابه من الخوف، وتعالت في الفصل ضجة سمع منها سامي كلمة أبوه، ولم يتبين ما يليها، فرفع يده إلى التلاميذ، وساد الصمت، والتفت إليه: ما اسمك كله يا ماهر؟ - ماهر شملول القط.
وأعاد الاسم كل ما يحيط باسم شملول من ذكريات، وتذكر قصة ذلك الفتى الذي أوقع أبوه بأهله أفدح الظلم، وشك أن يكون شملول أبو ماهر هو نفسه شملول الذي سمع قصته فيما سمع عن مظالم أبيه. وأعاد الاسم على مسامع ماهر. - ماهر شملول القط! - نعم يا أستاذ. - ما صناعة أبيك؟
وعلت أصوات التلاميذ حتى ابتلعت صوت ماهر، وهو يقول في صوت خفيض؛ فقد قالوا جميعا صناعة أبيه في أصوات مختلطة لم يتبينها سامي. - فاكهي.
Shafi da ba'a sani ba