١٥٠ - إذا علم أن محمداً رسول الله، وأن الله مصدّقه في قوله: ﴿أَنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ﴾ (سورة الصف، الآية: ٦). (والرسول) هو المخبر عن المرسل بما أمره أن يخبر به. علم بذلك أنه صادق فيما يخبر به عن الله.
١٥١ - فتكذيبه في الأمور المعيّنة، كتكذيبه في أصل الرسالة. والطرق التي بها يعلم صدقه المطلق، يعلم بها صدقه في المعين، والله أعلم.
من رد الشيخ على تأسيس الرازي
١٥٢ - ألم يكن في آثار الأنبياء والمرسلين ما يستغنى به في أعظم المطالب وأشرف المعارف، عما يروى عن معلم المبدَّلة الصَّابئين، الذين انتقلوا عن (الحنيفية) الثابتة بالعقل والدين؟
١٥٣ - وقد علم جميع الذين خبروا كلام ((أرسطو)) وذويه في العلم الإلهي، أنهم من أقل الناس نصيباً في معرفة العلم الإلهي، وأكثر اضطراباً وضلالاً، وهو - مع قِلَّته - كثير الضلال، عظيم المشقة. وهذا يعرفه كل من له نظر صحيح في العلوم الإلهية، فكيف يستدل بكلام هؤلاء في العلم الإلهي، وحالهم هذه الحال؟
١٥٤ - والله خلق عباده على الفطرة التي فطرهم عليها، وبعث إليهم رسله، وأنزل عليهم كتبه، فصلاح العباد وقوامهم: بالفطرة المكملة بالشرعة المنزلة.
وهؤلاء الفلاسفة بدَّلوا وغيَّروا فطرة الله وشرعته: خَلْقَه وأمره. وأفسدوا اعتقادات الناس وإراداتهم، وإدراكهم وحركاتهم، قولهم وعملهم. وأمروهم أن يتركوا الفطرة الربانية، والعلوم النبوية، ويمحوا من قلوبهم ذلك ويستبدلوا به العلوم الفلسفية المخالفة للعقل والنقل. (وأطال في رد هذا الأصل الخبيث).