٥٣ - فالمسلمون سنَّيهم وبدعيّهم متفقون على وجوب الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر، وعلى وجوب الصلاة والزكاة والصوم والحج، ومتفقون على أن من أطاع الله ورسوله فإنه يدخل الجنة ولا يعذب، وعلى أن من لم يؤمن بأن محمداً رسول الله فهو كافر، وأمثال هذه الأمور التي هي أصول الدين وقواعد ((الإيمان)) التي اتفق عليها المنتسبون للإسلام و((الإيمان)).
فتنازُعهم بعد هذا في بعض أحكام الوعيد، وبعض معاني بعض الأسماء: أمر خفيف بالنسبة إلى ما اتَّفق عليه، مع أن المخالفين للحق البيِّن من الكتاب والسنة هم عند جمهور الأمة معروفون بالبدعة، مشهود عليهم بالضلالة، ليس لهم في الأمة لسان صدق ولا قبول عام، كالخوارج والروافض والقدَرية ونحوهم، وإنما يتنازع أهل العلم والسنة في أمور دقيقة تخفى على أكثر الناس، ولكن يجب ردَّ ما تنازعوا فيه إلى الله ورسوله . والله أعلم.
ومن رسالة العبودية
وأصل ضلال من ضل، هو تقديم قياسه على النص المنزل من عند الله، واختياره الهوى على اتِّباع أمر الله.
٥٥ _ فالمخالف لما بعث الله به رُسله من عبادته وطاعته وطاعة رسله، لا يكون متَّبعاً للدين الذي شرعه الله ، بل يكون متبعاً لهواه بغير هدى من الله.
٥٦ - والعبادة والطاعة والاستقامة ولزوم الصراط المستقيم ونحو ذلك من الأسماء، ومقصودها واحد، ولها أصلان:
أحدهما: أن لا يعبد إلا الله.
الثاني: أن يعبده بما أمر، لا بغير ذلك من الأهواء والبدع.
٥٧ - كمال المخلوق في تحقيقه عبوديته لله ، وكلما ازداد العبد تحقيقاً للعبودية ازداد کماله، وعلت درجته.