233

Tariq al-Hidayah: Principles and Introductions to the Science of Tawheed in Ahl al-Sunnah wal-Jama'ah

طريق الهداية مبادئ ومقدمات علم التوحيد عند أهل السنة والجماعة

Mai Buga Littafi

حقوق الطبع محفوظة للمؤلف

Lambar Fassara

الثانية ١٤٢٧هـ

Shekarar Bugawa

٢٠٠٦م

Nau'ikan

المبحث الخامس: الفطرية
قال تعالى: ﴿فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ﴾ [الروم: ٣٠] .
قال ابن كثير ﵀: "فإنه تعالى فطر خلقه على معرفته وتوحيده، وأنه لا إله غيره"١.
وعن أبي هريرة ﵁ أن رسول الله ﷺ قال: "كل مولود يولد على الفطرة، فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه، كمثل البهيمة تنتج البهيمة، هل ترى فيها جدعاء" ٢.
وعن عياض بن حمار المجاشعي أن رسول الله ﷺ قال ذات يوم في خطبته: "ألا إن ربي أمرني أن أعلمكم ما جهلتم مما علمني يومي هذا؛ كل مال نحلته عبدا حلال، وإني خلقت عبادي حنفاء كلهم، وإنهم أتتهم الشياطين فاجتالتهم عن دينهم، وحرمت عليهم ما أحللت لهم، وأمرتهم أن يشركو بي ما لم أنزل به سلطانًا" ٣.
قال النووي ﵀: "قوله تعالى: "وإني خلقت عبادي حنفاء كلهم" أي: مسلمين، وقيل: طاهرين من المعاصي، وقيل: مستقيمين منيبين لقبول الهداية. وقيل: المراد حين أخذ عليهم العهد في الذر، وقال: ﴿أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى﴾ [الأعراف: ١٧٢] "٤.

١ تفسير القرآن العظيم لابن كثير "٣/ ٤٣٣".
٢ أخرجه البخاري "١٣٨٥"، ومسلم "٢٦٥٨".
٣ رواه مسلم "٢٨٦٥".
٤ شرح النووي على صحيح مسلم "١٧/ ١٩٧".

1 / 250