223

Tariq al-Hidayah: Principles and Introductions to the Science of Tawheed in Ahl al-Sunnah wal-Jama'ah

طريق الهداية مبادئ ومقدمات علم التوحيد عند أهل السنة والجماعة

Mai Buga Littafi

حقوق الطبع محفوظة للمؤلف

Lambar Fassara

الثانية ١٤٢٧هـ

Shekarar Bugawa

٢٠٠٦م

Nau'ikan

وأمر الله ﷿ أهل العلم برد النظير إلى نظيره، والاجتهاد في استنباط الأحكام من القواعد العامة للشريعة، وترك الباب مفتوحًا أمام العقل لاستنباط الأحكام الشرعية من أدلتها التفصيلية، ولو شاء لأنزل حكم كل شيء على الخصوص والأعيان، لكنه أنزل قواعد عامة تشتمل على أحكام طائفة من الأفراد؛ فكان هذا توجيهًا منه ﷾ إلى الاستفادة بالعقل فيما ثمر وينتج.
وسارت السنة في ركاب الكتاب في هذا المجال، فوردت النصوص النبوية تحث العقل على العمل، وتحجبه عن الركود والكسل، وتعلي من شأن الاجتهاد والنظر في النصوص الشرعية لاستخراج الأحكام، وبيان فقه النوازل المستجدة في حياة الناس، وجعلت خير الناس من تعلم العلم وعلمه، فقد ذكر لرسول الله ﷺ رجلان أحدهما عابد والآخر عالم، فقال ﷺ: "فضل العالم على العابد كفضلي على أدناكم"، ثم قال رسول الله ﷺ: "إن الله وملائكته وأهل السموات والأرضين، حتى النملة في جحرها، وحتى الحوت، ليصلون على معلم الناس الخير" ١. وفي هذا توجيه العقل إلى مجاله النافع المثمر؛ بل جعلت السنة للمجتهد المخطئ أجرًا على اجتهاده، وللمصيب أجرين على الاجتهاد والإصابة، قال ﷺ: "إذا حكم الحاكم فاجتهد ثم أصاب فله أجران، وإذا حكم فاجتهد ثم أخطأ فله أجر" ٢.
وحظر الشرع على العقل الخوض فيما يضره الخوض فيه، ليوفر طاقته فيما يطيق ويحسن.
وخوض العقل في أمور الإلهيات باستقلال عن الوحي مظنة الهلاك، وسبيل الضلال.

١ رواه الدارمي "٢٨٩". والترمذي "٢٦٨٥" من حديث أبي أمامة الباهلي ﵁ وقال الترمذي: هذا حديث حسن غريب صحيح.
٢ رواه البخاري "٧٣٥٢"، ومسلم "١٧١٦" من حديث عمرو بن العاص ﵁.

1 / 240