142

Tarihin Yaman

تاريخ اليمن ظلال القرن الحادي عشر الهجري- السابع عشر الميلادي/ تاريخ طبق الحلوى وصحاف المن والسلوى

Bincike

محمد عبد الرحيم جازم

Mai Buga Littafi

دار المسيرة

Inda aka buga

بيروت

سيف فَإِن آل كثير مَا زَالَ ذَلِك المعقل شجا فِي حُلُوقهمْ وَرَايَة سَوْدَاء فِي سوقهم لِأَنَّهُ نَازل من حَضرمَوْت وعمان منزلَة الْوَاسِطَة من عقد الجمان فهم يرَوْنَ أَن خلفا تطفل على ظفار ويتناشدون فِي مجَالِس السمار (قدر أحلك ذَا الْمجَاز وقدرى ... وأبى مَالك ذُو الْمجَاز بدار) فَشُنُّوا الغارات على خلف وَكَاد أَن يَذُوق مرَارَة التّلف وَقتلُوا من أَصْحَابه زهاء أَرْبَعِينَ وَكَانَ أرسلهم لإستنجاز مطَالب وَقَضَاء مأرب فَلَمَّا رأى خلف أَن الْفِرَار نِهَايَة الملاذ وَأَن قراة إمارته صحت من الشواذ هرب إِلَى حَيْثُ يجد الإعتصام وخدمت ضَمِيره جوَار فِي الْبَحْر كالأعلام فَأصْبح أثرا بعد عين وَلم يتْرك بظفار غير مدفعين فَدَخلَهَا السُّلْطَان مُحَمَّد بن جَعْفَر الكثيري وَبدل قوانينها وَالْأَحْكَام وحول الْخطْبَة بهَا للْإِمَام وَلما سك هَذَا الْخَبَر مسمع الْعمانِي وَكسر من سُورَة نَصبه التحتاني شمخ أَنفه وتشاوس طرفه وَقَالَ لم نبعث أَمِير إِلَى ذَلِك الصقع الحقير إِلَّا تَلْبِيَة الدَّاعِي آل كثير وإشالة بضبع من عدم النصير وَإِلَّا نَحن فِي غنية عَن تِلْكَ الْبِلَاد بمملكتنا الوافرة ودولتنا الْقَاهِرَة وَأما أميرنا خلف فَلهُ عَن هَذَا الْألف المركوز خلف وَهُوَ متبر عَنهُ من المبادي ولسان حَاله يُنَادي (فيا برق لَيْسَ الكرخ دَاري وَإِنَّمَا ... رماني إِلَيْهِ الدَّهْر مُنْذُ ليَالِي) إِلَى كَلَام يمِيل بِهِ الحيداء وَهُوَ بِالْحَقِيقَةِ يتنفس الصعداء وَفِي أول فصل الصَّيف من هَذِه السّنة حصل غيم ومطر طبق جَزِيرَة الْيمن

1 / 188