Tarihin Usra Taymuriyya
تاريخ الأسرة التيمورية
Nau'ikan
ولعل مجموعة قصصه «فرعون الصغير» هي التي تمثل لنا روح فنه في العصر الأول، وهو يسير فيها - على عادته - يرسم الأشخاص في براعة حتى يكاد القارئ يلمح فيهم بعض من عرف من جيرانه، ولكن حماسة الشباب تبدو واضحة في أسلوبه؛ ففيه يعلو صوته، وتشتد حركته حتى لقد تبلغ ما يشبه العنف، ثم هو يعمد أحيانا إلى شيء من المفاجأة، وقد يظهر ما ينم عن الحنق أو الأحكام الخلقية.
ولكن آثاره الأخيرة تنم عن تغير محسوس في أسلوب التعبير؛ فهو يرسم الأشخاص كما اعتاد أن يرسمهم في براعة، ولكنه يتحدث هادئا مترفقا منخفض الصوت رقيق الحركة، تحس في كل عباراته أن قلبه مملوء عطفا على الإنسان.
وإنا نستطيع أن نقول في ثقة، إنه قد بلغ في بعض قصصه الأخيرة مرتبة عالية حق لنا أن نفاخر بها؛ فهو في قصته «ولي الله» من مجموعة «شفاه غليظة» يصور أسمى جانب من القلب الإنساني عندما يصور لنا أن هناك ما هو أعلى من عدالة القوانين. وفي قصة «كلب أسعد بك» يرسم لنا في وداعة صورة اجتماع السمو والإسفاف في الحطام البشري. وفي قصة «البديل» يصور لنا كيف تنطوي أسمى العواطف في كلب الإنسان وإن كان في عرف المجتمع الجامد موضعا للزراية؛ ففي مثل هذه القصص يظهر فن «تيمور» رائعا إذا قيس بأعلى آثار القصص في الأدب العالمي.
وإذا كان الأستاذ «تيمور بك» قد اتجه في بعض قصصه نحو مجاراته الكتابة الدارجة، فالظاهر أنه قد وجد اللغة العربية الصحيحة أولى بفنه فنحا أخيرا في أسلوبه منحى يجمع الصحة والسلامة والسهولة، ولعل هذا اعتراف منه بما تنتظر اللغة العربية من فنه.
فإذا أردنا أن نجمل ما تمتاز به طريقة الأستاذ «تيمور بك» في قصصه كان لنا أن نقول على طريقة القدماء في وصف الأدباء، إنه يمتاز بثلاث:
أنه يرسم الأشخاص حتى إنك لتحس أنفاسهم، وتلمح الحياة في سهولة حركاتهم.
وأنه يكتب في لغة سلسة لا تحجب شيئا من معانيه.
وأن فنه يشيع فيه روح وديع من الإنسانية لا تحس معه حرارة في وصف حتى ليكاد يحبب إليك الضعف الإنساني.
إن «تيمور» إذ يتحدث عن الناس في ضعفهم يتحدث عاطفا كأنما هو يحبهم لما فيهم من العيوب، ويصور سموهم معجبا بغير أن يجعل الإعجاب يخدعه عن الحب.
ولهذا نعتقد أنه أبرع ما يكون وأحلى إذا تحدث عن الناس كما يراهم في لمحات قصيرة كأنه عابر طريق، وهو في ذلك يخدم الأدب من ناحيتين:
Shafi da ba'a sani ba