Tarihin Al'ummar Qibtiyya
الهدية التوفيقية في تاريخ الأمة القبطية
Nau'ikan
وآخر ملوك هذه الدولة الملكة كيلوباطره ربة الجمال الرائع وصاحبة الصيت الشائع، وهي التي تزوجت بأخيها، وبعد أن قضت منه وطرها أسقته سما فمات شهيد خداعها وتداهنها. ولما علمت أن دولة الرومان قد عزمت على محاصرة بلادها، قتلت نفسها فانقرضت بموتها ملوك دولة اليونان.
الفصل الخامس عشر
حكم الرومان على بلاد القبط
وفي سنة 30 قبل الميلاد استولى قيصر الرومان على بلاد القبط وصيرها إيالة رومانية؛ ومن ثم صارت مملكة الرومان ترسل إلى مصر حكاما يحكمون على القبط بمثابة نواب عنها.
وفي عهد هذه الدولة أتى إلى بلاد القبط الرسول المغبوط مار مرقس البشير، متأدبا بكلمة الله ومبشرا بإنجيله الشريف وكتابه المنيف، فلم يسمع لقوله بادئ بدء إلا النذر اليسير، ولكن بعد ذلك تقوى الدين المسيحي، وانتشر بين الأقباط انتشارا كليا حتى عم القطر بأسره وملحقاته، ولا سيما في القرنين الثاني والثالث من التاريخ المسيحي.
وأول نائب روماني انتدب من دولة الرومان للحكم على بلاد القبط هو الملك قودريليوس غالوس، الذي أصلح حالة مصر الزراعية؛ لعلمه أنها مصدر ثروة هذه البلاد.
ومن أشهر ملوك هذه الدولة أيضا الملك أدريان الذي شهد له بحسن السياسة والحكمة، وهو الذي حسم الشقاق وأوجد الوفاق بين الذين اختلفوا في مسألة العجل من حيثية محل رضاعته الأصلي، وكانت مدة حكم هذا الملك كلها درر وغرر؛ إذ كانت البلاد راتعة في رياض الهناء والرخاء، ومتمرغة على بساط الراحة والرفاهية والأبهة. ومنهم الملك دقليديانوس الذي كان رجلا جهولا إذ لم يحسن التدبير، بل قضى مدة حكمه في التخريب والتدمير، وقد تجشم في عهد حكمه الأقباط من الأهوال ما تشيب من هوله الأطفال.
اضطهاد الأقباط
وبيان ذلك أنه ظهر جندي يسمى أخبلاوس، أغرى سكان البلاد على مجاهرة الإمبراطور الروماني بالعصيان، فانقادوا لرأيه السخيف انقياد العميان، غير عالمين ما وراء ذلك من الوبال والنكال؛ فكانوا الباحثين عن حتفهم بظلفهم.
لأن الإمبراطور ريثما بلغه ذلك حشد جيشا جرارا، وأتى مدينة الإسكندرية حتى فتحها عنوة، وقبض على أخبلاوس العاصي؛ وسلمه للوحوش الضارية فمزقته وافترسته، ثم أحرق المدينة وسبى النساء والرجال والأطفال، فانتهز حينذاك أعداء الديانة المسيحية أو بالحري الأمة القبطية هذه الفرصة المناسبة للإيقاع بهم والسعي في نكايتهم وإهلاكهم، وكان أشدهم عداوة لهم الملك مكسيمان شريك الإمبراطور دقيليديانوس، فطفق يوسوس له أن هذه الفتن والثورات إن هي إلا نتيجة تمسك الأقباط بالديانة المسيحية، واعتصامهم بعروتها الوثقى، وتركهم لديانة أجدادهم وأسلافهم؛ حتى لقد جعل الإمبراطور المذكور يعتقد أن راحة المملكة متوقفة على محو آثار هذه الديانة المسيحية، وقطع دابرها من على وجه البسيطة، أو على الأقل من البلاد المنتمية للمملكة الرومانية.
Shafi da ba'a sani ba