Zamanin Bunƙasa: Tarihin Al'ummar Larabawa (Sashi na Biyar)
عصر الازدهار: تاريخ الأمة العربية (الجزء الخامس)
Nau'ikan
بجزيتها والحرب تغلي قدورها
ولما نقض الروم الهدنة لقيهم سنة 168ه يزيد بن بدر بجيش كثيف فشتت شملهم وردهم على أعقابهم.
ومما تجدر الإشارة إليه أثناء حديثنا عن علاقات المهدي الخارجية أنه في سنة 159ه حاول فتح الهند، فبعث عبد الملك بن شهاب المسمعي بجيش من البصرة في البحر، قوامه نحو عشرة آلاف رجل، فقدموا مدينة «باربد» على الساحل الهندي فحاصروها ونصبوا عليها مجانيقهم حتى فتحوها عنوة، ولكنهم لم يتمكنوا من الإيغال في الفتح. (7) خاتمة عهده
هذه صورة خاطفة لحياة المهدي وبعض أعماله الجليلة التي تدل على ما له من مكانة في تاريخ الدولة العباسية، وقد رأينا أن عهده كان عهد رخاء ورفاء وتقدم - غالبا - ولكنه لم يكن ذا خطر كبير كعهد أبيه أو عهد عمه، ولكنه على كل حال عهد من عهود القوة؛ لأنه لم يهمل خطة الاستمرار في تكوين الدولة وفي غزو الروم، ثم إنه لم يكن يسرف في لهوه، ولا كان يجور في حكمه، وإنما كان مسلما متعصبا لدينه ولسنة رسوله
صلى الله عليه وسلم
يتجلى في ذلك في أشياء: «منها» حملته على الملاحدة والزنادقة، و«منها» تتبعه لسنن رسول الله ومخالفته لكل ما سن الخلفاء قبله من البدع، فمن ذلك أنه أمر بنزع المقاصير من مساجد الجماعات، وأمر بتغيير منابرها إلى هيئة منبر الرسول الذي كان عليه، وإرجاع درجاته إلى المقدار الذي كانت في عهد الرسول، وكتب بذلك إلى الأقاليم، و«منها» أنه كان يعاقب كل من يوقع في الشيخين الخليفتين أبي بكر وعمر (رضي الله عنهما).
في سنة 169ه أراد المهدي الخروج بجيش كبير إلى جرجان لقتال الثوار والمفسدين هناك، فلما وصل إلى «ماسبذان» أحس بالمرض يشتد عليه، فبقي هناك إلى أن مات ليلة الخميس لثمان من محرم، فصلى عليه ابنه هارون؛ لأنه كان في صحبته وأخذت البيعة للهادي.
الفصل الرابع
الهادي بن المهدي
22 محرم 169ه-ربيع الأول 170ه/ 4 آب سنة 875م-13 أيلول سنة 786م
Shafi da ba'a sani ba