Zamanin Haɗaka: Tarihin Al'ummar Larabawa (Sashe na Hudu)
عصر الاتساق: تاريخ الأمة العربية (الجزء الرابع)
Nau'ikan
مكانه، فانقسمت البلاد إلى حزبين: أحدهما مع آخيل، والثاني مع رودريق، وتحالف جوليان مع حزب آخيل للقضاء على رودريق، كما كتب إلى موسى بن نصير يستعين به، فرحب موسى بهذه الفكرة، واستشار عبد الملك فتردد أولا ثم أذن له في الغزو، وحذره من غدر جوليان، فأرسل موسى سنة 91 جيشا فيه خمسمائة مقاتل بقيادة طريف بن مالك، فدخل طريف بعض الثغور الجنوبية الأندلسية، وعاد وهو منصور. تشجع الأمير على إتمام الغزو، فجيش جيشا مكونا من سبعة آلاف، أكثره من البربر، لفتح الأندلس بقيادة مولاه طارق، فعبر طارق البحر في سفن جوليان، ونزل بإقليم البحيرة جنوبي إسبانيا، وكان رودريق مشغولا بحرب آخيل، فلما علم رودريق بمقدمه جمع جموعه، وكانت تقرب من مائة ألف مقاتل، ولقي طارقا، فتخوف من كثرة جيش الكفر، فاستنجد بموسى، فأمده بخمسة آلاف جدد، والتقى الجمعان على ضفاف وادي بكمة سنة 91 (9 تموز سنة 711)، وكتب الله النصر لجنده. ومما ساعده على ذلك انضمام ابني غيطشة إلى العرب، ثم أخذ طارق يفتح المدن، فاستولى على إشبيلية وقرطبة وطليطلة، التي لم يبق فيها إلا رجال الدين اليهود، ولما علم موسى بالفتح طمع في أن يكون له نصيب في هذا الفتح المبين، فكتب إلى طارق أن يتوقف ليحضر إليه، فلم يستمع طارق لقوله؛ لأن في ذلك ضعضعة للموقف.
وفي سنة 93 (سنة 762م) قدم موسى ففتح ماردة، ثم التقى بطارق فعاتبه وأنبه في سجنه، وعلم الخليفة بأمر طارق، فكتب إلى موسى بإطلاقه، فأطلقه وسارا لإتمام الفتح، فغنما إقليم «أرغونة» وقشتالة، وكتالونة، وسرقسطة، وبرشلونة، حتى بلغا جبال البرانس في عهد قصير، وتم لهم فتح الأندلس كلها، ولجأ أشراف الأندلس إلى الجبال الشمالية الغربية، ولم تقف أطماع القائدين عند هذا، وعزما على مواصلة الفتوح والوصول إلى القسطنطينية عن طريق البر، وجعل البحر الأبيض المتوسط بحرا عربيا، ولما بلغ ذلك الوليد طلب إليهما الكف عن ذلك لما فيه من المغامرة، ثم إن الوليد طلب إلى القائدين أن يجيئاه، فرحل موسى إلى دمشق بعد أن ولى ابنه عبد العزيز على الأندلس، وبينما هو في الطريق بعث إليه سليمان أخو الوليد أن يتأخر في الطريق فإن الوليد مريض، وذلك طمعا في استئثاره بالغنائم والتحف، فلم يلتفت موسى لقوله، واستمر في طريقه حتى دخل دمشق، فحنق عليه سليمان وعزله حين تولى الأمر، وما إن دخل حتى مات الخليفة. (4) أعمال جليلة في عهده
توسيع مسجد الرسول
صلى الله عليه وسلم
كان الوليد مغرما بالعمران وإشادة المساجد والأماكن العامة؛ ففي سنة 88 بعث الوليد إلى عامله على المدينة عمر بن عبد العزيز، يأمره بإدخال حجر أزواج الرسول في المسجد، وأن يشتري ما في نواحيه حتى يكون مائتي ذراع في مائتين، ويقول له: أن قدم القبلة إن قدرت، وأنت تقدر لمكان أخوالك، وأنهم لا يخالفونك، فمن أبى منهم فقوموا ملكه قيمة عدل، واهدم عليهم، وادفع الأثمان إليهم، فإن لك في عمر وعثمان أسوة حسنة. فأحضرهم عمر، وأقرأهم الكتاب فأجابوه إلى الثمن، فأعطاهم إياه.
وبعث ملك الروم إلى الوليد من الفسيفساء أربعين حملا وعمالا وذهبا، فبعث الوليد بذلك إلى عمر بن عبد العزيز. روى الطبري عن محمد بن عمر، عن موسى بن يعقوب، عن عمه قال: رأيت عمر بن عبد العزيز يهدم المسجد ومعه وجوه الناس: القاسم، وسالم، وأبو بكر بن عبد الرحمن بن الحارث، وعبيد الله بن عبد الله بن عتبة، وخارجة بن زيد، وعبد الله بن عبد الله بن عمر يرونه أعلاما في المسجد ويقدرونه، فأسسوا أساسه، وأول ما هدموا بيوت أزواج النبي في صفر سنة 88 حتى قدم الفعلة الذين بعث بهم الوليد، وبعث الوليد إلى ملك الروم يعلمه أنه أمر بهدم مسجد رسول الله، وأن يعينه فيه، فبعث إليه بمائة ألف مثقال ذهب، وبعث إليه بمائة عامل، وبعث إليه من الفسيفساء بأربعين حملا، وأمر أن يتتبع الفسيفساء في المدائن التي خربت، فبعث بها إلى الوليد، وأرسلها إلى المدينة.
8
في سنة 91 قدم الوليد إلى الحجاز فحج بالناس، ثم قصد مسجد النبي
صلى الله عليه وسلم
فأخرج الناس منه، وبقي سعيد بن المسيب ما يجترئ أحد من الحرس أن يخرجه، وما عليه إلا ريطتان ما تساويان إلا خمسة دراهم في مصلاه، فقيل له: لو قمت! قال: والله لا أقوم حتى يأتي الوقت الذي كنت أقوم فيه. قيل: فلو سلمت على أمير المؤمنين؟ قال: والله لا أقوم إليه.
Shafi da ba'a sani ba