Zamanin Haɗaka: Tarihin Al'ummar Larabawa (Sashe na Hudu)
عصر الاتساق: تاريخ الأمة العربية (الجزء الرابع)
Nau'ikan
فكتب إليه صاحب برجان: «إني قد وجهت إليك سوقا عظيما، فيه كل ما أحببت من باعة، يضعفون عن النفوذ إليكم به ممن يمرون به من حصون الروم، فابعث من يجوز به إليك.» فوجه إليهم خيلا عظيمة، وولى عليهم، ونادى في العسكر: ألا من أراد البيع والشراء فليخرج. فخرج عدد عظيم من غير خوف ولا حذر، حتى أفضوا إلى عسكر السوق في مرج واسع، حتى ضاقت بهم الجبال وكتائب برجان في تلك الجبال وغياضه، فلما نزلوا شدت عليهم الكتائب، فقتلوا ما شاءوا وتضعضع جند مسلمة.
16
وهلكت سفنه الثمانمائة وألف، ولم ينج منها إلا خمسة، فاضطر الخليفة عمر بن عبد العزيز أن يستدعي مسلمة، ويستنفر المسلمين لإرسال العدد والطعام والخيل إلى إخوانهم في بلاد الروم، فرجعوا، وكانت هذه الحملة في البر والبحر آخر الحملات الكبرى، التي قام بها المسلمون نحو بلاد الروم، وأما الحملات التي في العصر الأموي فلم تكن ذات بال.
وصفوة القول: إن الجيش الأموي بنوعيه من بري وبحري قد قوي قوة هائلة، فاستطاع أن يفتح العالم المتمدن القديم من أقصى المشرق إلى أقصى المغرب؛ وما ذلك إلا لتنظيمه وقوته وكثرة عدده. ويلاحظ أن الجيش الأموي كان مرتبا على أحسن التراتيب المعروفة عند الروم والساسانيين. أما تنظيم جنود الجيش فلم يكن صفوفا صفوفا، وإنما كان على شكل كراديس - أي كتل صغيرة - تنجد الواحدة الأخرى، ويقال: إن أول من اقتبس هذا النظام البيزنطي هو خالد بن الوليد وطبقه في معركة اليرموك. (5) العمالة
برز في العهد الثاني من العصر الأموي عمال ذوو كفايات جبارة. ولا غرو؛ فإن اتساع رقعة الإمبراطورية، وعظم مسئولية الخليفة اضطرتاه أن يتنازل عن سلطاته الكبرى إلى عمال يثق بهم، ويتخيرهم من أولي العقل الواسع والإدارة الجيدة والإخلاص للدولة، ولعل أبرز هؤلاء العمال اسما: الحجاج بن يوسف الثقفي، وموسى بن نصير، ومحمد بن القاسم الثقفي، وقتيبة بن مسلم، وغيرهم من عظماء التاريخ الإسلامي. وقد كان العامل ممثلا للخليفة في أمور الدنيا والدين، يقوم بما يقوم به الخليفة في العامة؛ فيخطب الناس ويؤمهم، ويتولى إدارة البلاد وبعث القوات للغزو والفتح، ويولي القيادات والإمارات من يراه كفأ لها من أهل بيته، أو من كبار رجاله حاشيته. (6) التنظيمات الإدارية
نظم عبد الملك بن مروان تراتيب الدولة ترتيبا جعل المؤرخين يعتبرونه المنظم الحقيقي لشئون الدولة من إدارية ومالية وديوانيات وما إلى ذلك:
تنظيمات الضرائب والخراج وما إلى ذلك
ذكرنا في الفقرة الثامنة من الباب الخامس في الفصل الأول شيئا عن التنظيمات والضرائب التي كانت على عهد معاوية والخلفاء من قبله؛ وقد استمرت التنظيمات المالية التي أدخلها معاوية على نظام الجزية والخراج؛ فقد كتب إلى وردان مولى عمرو بن العاص في مصر أن زد على كل امرئ من القبط قيراطا، فكتب إليه وردان كيف أزيد عليهم وفي عهدهم ألا يزاد عليهم؟! فقد كتب لهم عمرو أنهم آمنون على أموالهم ودمائهم ونسائهم وأولادهم، لا يباع منهم أحد، وفرض عليهم خراجا لا يزاد عليهم، وأن يدفع عنهم خوف عدوهم.
17
ويظهر أن الخلفاء بعد معاوية قد زادوا بعض الضرائب والموارد المالية، فلما جاء عمر بن عبد العزيز أمر بإعادة الحال إلى ما كانت عليه أيام الخلفاء الراشدين؛ فألغى الضرائب الجائرة، ومنها هدايا النيروز والمهرجان.
Shafi da ba'a sani ba