Tarihin Maganin Al'ummomin Dā da Na Zamani
تاريخ الطب عند الأمم القديمة والحديثة
Nau'ikan
الدور الثاني:
الطب في عهد أبقراط أبي الطب = إن معنى «أبقراط» باليونانية «القابض على عنان جواده» بمعنى الفارس الماهر، وهو ابن إقليدوس (هيراكليذوس) بن أبقراط سابع أطباء اليونان من آل أسقليبوس مؤسسي الطب، وكان عندهم أربعة باسم «أبقراط» أشهرهم وأولهم هذا الفيلسوف الطبيب الذي ولد في جزيرة كوس سنة 460ق.م ومات في لاريسه (يكي شهر) بين سنتي 375 و351ق.م.
أبقراط.
وأول عمل قام به فصل الطب عن الدين، وبناء العلاج على قاعدة ثابتة، فجعل للأمراض مصدرين الهواء والغذاء، ووضع له أصولا للموافقة بين تغيرات الهواء وحالة المريض، وجزم أن الأجسام السقيمة تعود بالعلاجات الصحيحة إلى حالتها الصحية، ودرس هذا الفن للطلبة، فكان أول مؤسس لمدرسة طبية نظامية، وأول من قرر الوراثة المرضية بقوله: البلغمي مولود من بلغمي والصفراوي مولود من صفراوي ... إلخ.
ولقد وضع مؤلفات ونصائح ورسائل وحكما في الطب وقواعده بنى فيها آراءه على التجارب والتدقيق، ومراعاة الطبيعة حتى قيل: إن جالينوس أدبه الدرس وأبقراط أدبته الطبيعة، وقيل: إن أبقراط تعمق في الطبيعة حتى توغل إلى قعرها، وأخبر عما شاهده في أعماقها.
وكان يبدي من دقة النظر في مشاهداته الطبية، واستقراآته العلاجية ما دل على أنه نطاسي في الطب السريري (الكلينيك)؛ فلذا سمي «أبا الطب»؛ لأنه اعتمد على طريق المشاهدة الطبية السديدة، ورقي العلاج السريري مما انتبه إليه المتأخرون، ورأوا فائدته في الطب الحديث معتمدين على آرائه.
ولم يعرف أبقراط من التشريح إلا قليلا، وأهم ما قرره فيه بناء الهيكل العظمي وأحواله الطبيعية مع خطره في عهده، فوصف تركيب الجمجمة والأحشاء، ولكنه خلط بين الشرايين والأوردة والأعصاب، وسمى العضلات لحما بسيطا وشرح القردة لمشابهتها للإنسان.
وهو الذي قرر أن الأمزجة أربعة: دموية وبلغمية وصفراوية وسوداوية، وأن المرض إنما هو وقوع نقص أو زيادة في إحداها، وكان يفصد ويكوي ويحجم ويشخص المراض بمسمع، ويعطي المساهل النباتية والمعدنية ويستخدم الحقن، وبرع كل البراعة بتشخيص الأمراض وسبق الجميع بقسمتها إلى ثلاثة أدوار: دور الهجوم، ودور الحدة، ودور الفترة أي: الانتهاء، وعين للدور النهائي أي: الثالث أياما معدودة.
وكان يعتني بأغذية المريض أكثر من اعتنائه بتجريعه الأدوية، وقد وصف في كتبه 265 دواء، وقلل الفصد مع شيوعه في أيامه، ومن أقواله الطبية المتناقلة: بالغ في الدواء ما أحسست بمرض ودعه ما وثقت بالصحة، والحمية في أيام الصحة كالتخليط في أيام المرض، والصناعة طويلة والعمر قصير، وأخذ الدواء عند الاستغناء عنه كتركه عند الحاجة إليه، والتجربة خطر والقضاء عسر، ويداوى كل عليل بعقاقير أرضه؛ لأن الطبيعة تتطلع بهوائها وتنزع إلى غذائها، وقيل: إنه كتب على خاتمه: المريض الذي لا يشتهي خير من الصحيح بكثرة شهواته، ومن أهم وصاياه الطبية: درهم وقاية خير من قنطار علاج، وقد ينبغي لك أن لا تقتصر على توخي فعل ما ينبغي دون أن يكون ما يفعله المريض، ومن يحضره والأشياء التي من خارج كذلك، وفي هذه العبارة إشارة إلى رضى المريض، وحسن التمريض والمساعدات الخارجية.
ومما امتاز به في فن الجراحة طرق رد الخلوع وجبر الكسور، واستعمال الترقين
Shafi da ba'a sani ba