Tarihin Fassara da Motsin Al'adu a Zamani Muhammad Ali
تاريخ الترجمة والحركة الثقافية في عصر محمد علي
Nau'ikan
أما الجمعية المصرية فقد انتهت حياتها إلى الانحلال في عهد متأخر، فضمت مكتبتها القيمة إلى المكتبة الخديوية (دار الكتب المصرية الآن) في سنة 1873 أو سنة 1874 تنفيذا لوصية أعضائها الأخيرين حككيان بك
Hekekian Bey
ومسيو توربون
M. Thurborn
وكاني بك
Cany Bey .
ولم يقتنع «برون» باتصاله بأنداده العلماء الأوروبيين المقيمين في مصر والوافدين عليها؛ لأنه كان معنيا بالبحث في الكتب العربية وترجمتها والكتابة عن مواضيع مختلفة من تاريخ الشرق، وقد أتى إلى مصر وعربيته ضعيفة دون شك، فعمل على أن يزيد معرفته بهذه اللغة، ولم يلبث أن وصفه صديقه وأستاذه الشيخ محمد عمر التونسي بأنه «العارف بكثير من اللغات، المنتخب لأكثر ألفاظ الطب من كلام الثقات، «المتمكن» من العربية والفنون الأدبية.»
50
وكان في مدرسة الطب التي درس فيها وتولى نظارتها هيئات مختلفة تعمل مشتركة لترجمة الكتب الطبية إلى اللغة العربية، أهمها هيئة المترجمين وهيئة المحررين والمصححين، وأعضاء الهيئة الأخيرة كلهم من خيرة مشايخ الأزهر المعروف عنهم الدقة في البحث والشغف بالقراءة، فكان منهم في مدرستي الطب البشري والطب البيطري الشيخ محمد عمر التونسي، والشيخ نصر أبو الوفا الهوريني، والشيخ أحمد حسن الرشيدي، والشيخ محمد الهراوي، والشيخ سالم عوض القنياتي، والشيخ مصطفى كساب ... إلخ.
وقد اتصل الدكتور برون بهؤلاء المشايخ وأفاد منهم، وقد كان له رأي خاص عن علماء الأزهر في ذلك الوقت، فيه - رغم قسوته ومرارته - بعض الخطأ وبعض الصواب مما سنعرض له بالتحليل الوافي عند كلامنا عن المحررين والمصححين، وعند تقديرنا العام للترجمة في ذلك العصر، غير أن اثنين فقط من علماء مصر الذين اتصل بهم برون حازا إعجابه، وتتلمذ عليهما وأشار إليهما في خطاباته بالإعجاب والإجلال، واعترف لهما بالأستاذية؛ فقد أعاناه وساعداه في بحوثه وترجماته العلمية المختلفة، وهما: الشيخ محمد عياد الطنطاوي، والشيخ محمد عمر التونسي.
Shafi da ba'a sani ba