Tarihin Fassarar a Masar a Lokacin Yakin Faransa
تاريخ الترجمة في مصر في عهد الحملة الفرنسية
Nau'ikan
غير أن هناك شيئا واحدا لم ينسه المصريون عصرا من العصور، ذلك هو شعورهم بأنفسهم وببلادهم مصر، ذلك الشعور كان له أثره الخطير في تاريخ مصر العلمي، فقد دفع المصريين دائما إلى تأريخ أنفسهم، وملوكهم، وقضاتهم، وعلمائهم، ومدنهم، ومعابدهم، ونيلهم، وأعيادهم ... إلخ ... إلخ، وكانت لنا من هذا الجهد المتصل سلسلة كتب الخطط وما يكملها من كتب التاريخ، تبدأ بكتاب فتوح مصر لابن عبد الحكم، وتنتهي بالخطط التوفيقية لعلي مبارك، وتقويم النيل لأمين سامي، وتاريخ الحركة القومية لعبد الرحمن الرافعي.
ولم يكد القرن التاسع الهجري (الخامس عشر الميلادي) يوشك على الانتهاء حتى كان الإعياء قد أخذ من مصر كل مأخذ؛ ولهذا نراها لا تستطيع أن تقف طويلا أمام قوى العثمانيين المتفوقة، وينتهي بها الأمر إلى الخضوع والاستقرار حينا.
وكأننا بالمصريين وقد أحسوا الخطر الداهم في ذلك الحين، فتدافعوا في منافسة عجيبة - طوال القرن التاسع الهجري - يسعون لجمع ما وصل إليهم من علم، وما كان بين أيديهم من كتب في موسوعات كبيرة،
5
فتظهر في هذا القرن أسماء لامعة، ونرى المقريزي يكتب الخطط والسلوك وعشرات غيرهما من الكتب، والقلقشندي يكتب صبح الأعشى، وابن خلدون يضع تاريخه في مصر، والسيوطي يجمع مئات الكتب، ثم نجد السخاوي أخيرا يؤرخ لهؤلاء جميعا ولغيرهم ممن عاشوا في هذا القرن في كتابه: «الضوء اللامع في أعيان القرن التاسع»، مترسما خطى أستاذه ابن حجر في كتابه: «الدرر الكامنة في أعيان المائة الثامنة».
فقدت مصر استقلالها بعد الفتح العثماني، وظلت القوى الثلاث الحاكمة (الباشا والديوان والمماليك)، وهي قوام النظام الذي وضعه سليم الأول لحكم مصر، وللاحتفاظ بها ولاية عثمانية أطول مدة ممكنة، ظلت هذه القوى تتناحر وتتنازع، وكل واحدة تبذل جهدها لتحقيق غرضين اثنين: (أ)
أن تقوى هي وتضعف القوتين الأخريين. (ب)
وأن تبتز من الشعب ما تستطيع ابتزازه من مال لتغنى.
وأما الشعب، وأما البلد، وأما نواحي الإصلاح للرقي بالشعب وبالبلد، فقد أهملت جميعا، حتى سطر التاريخ لهذا العهد صفحة سوداء، وغدت مصر توصف - في هذا العهد العثماني - بالضعف في كل شيء: بالضعف في النواحي الحربية والاقتصادية، وبالضعف في النواحي الصحية والعلمية، وخيم على البلاد نوع من الخمود والركود ظل ثلاثة قرون.
بحث الأستاذ شفيق غربال بك أسباب هذا الركود بحثا موفقا في المقدمة التي قدم بها كتاب: «الشرق الإسلامي في العصر الحديث» لصديقنا الدكتور حسين مؤنس، فنفى قول القائلين بأن هذا الركود يرجع إلى كون «الحكام العثمانيين من شعب يميل إلى المحافظة بسليقته، فالعثمانيون لم يكونوا من شعب واحد، ولم تكن العثمانية إلا دلالة على الانتماء لطائفة من الحاكمين، هذا إلى أن نظم العثمانيين الأولى، وما اختطه سلاطينهم الأول لشئون الحرب والسياسة، كان على جانب عظيم من المرونة والمقدرة ...»
Shafi da ba'a sani ba