Tarihin Fassarar a Masar a Lokacin Yakin Faransa
تاريخ الترجمة في مصر في عهد الحملة الفرنسية
Nau'ikan
وفي أواخر هذا الشهر - 24 صفر سنة 1216 - عقدت الجلسة الأخيرة للديوان وألقيت فيها الخطب، وكان من بينها خطبة للوكيل ألقاها بنفسه «حتى فرغ منها، ثم قرأ ترجمتها بالعربي الترجمان رفاييل، ومضمونها حصول الصلح وتمويهات وهلسيات ليس في ذكرها فائدة ...»
30
وقد حاول رفاييل قرض الشعر إلى جانب عمله في الترجمة الرسمية والعلمية، فقد وصل إلى مصر في 14 سبتمبر سنة 1800 خبر موت الجنرال «ديزيه» - توفي في 14 يونيو سنة 1800 - وكان المعلم يعقوب قد اشترك مع «ديزيه» في إحدى معاركه في الصعيد ضد جماعة من المماليك، وأبلى في هذه المعركة بلاء حسنا مما دفع «ديزيه» إلى تقليده سيفا تقديرا لشجاعته.
تألم يعقوب لهذا الخبر ألما شديدا، وأرسل إلى الجنرال «مينو» يعرض عليه رغبته في دفع ثلث نفقة الأثر المزمع إقامته لتخليد ذكرى «ديزيه»، كذلك فكر يعقوب في إرسال تعزية شعرية للحكومة الفرنسية، فتقدم بالرجاء إلى صديقه «رفاييل» أن ينظم له هذه القصيدة، فنظمها من أربعين بيتا في ثلاثة أيام، وصورة هذه القصيدة موجودة في مخطوطة «رفاييل» التي يملكها الأستاذ بشتلي الذي يرى أن المقارنة البسيطة بين الأصل العربي والترجمة الفرنسية للقصيدة لا تدع أي شك في أنها من نظم
31
رفاييل، وإن كانت الترجمة الفرنسية تحمل اسم يعقوب.
كذلك لم تشغل الترجمة الرسمية في العهد الأخير رفاييل تماما عن الترجمة العلمية، فقد قام في شعبان سنة 1214 / يناير سنة1800 بترجمة رسالة طبية صغيرة ألفها «ديجينيت» كبير أطباء الحملة عن مرض الجدري وطرق علاجه، وقد طبعت هذه الرسالة مرتين في مطبعة الحملة، وكان عنوان الطبعة الأولى:
هذا تنبيه فيما يخص داء الجدري المتسلط الآن، وذلك بشرح موجه إلى أرباب الديوان بمصر القاهرة من قبل البلدي دجنخط رئيس الأطباء في الجيش الفرنساوي بجهة الشرق، بمصر القاهرة بدار المطبعة الجمهور الفرنساوية (كذا)، في يوم 20 من شهر شعبان سنة 1214 هجرية.
32
وقد ذكر «ديجينيت» أنه أهدى 250 نسخة من رسالته إلى الديوان، و50 نسخة أخرى للست نفيسة المرادية، وأيد هذه الرواية الجبرتي، فقال في حوادث شعبان سنة 1215: «وفيه أرسل رئيس الأطباء الفرنساوي نسخا من رسالة ألفها في علاج الجدري لأرباب الديوان، لكل واحد منهم نسخة على سبيل المحبة والهدية ليتناقلها الناس ويستعملوا ما أشار إليه فيها من العلاجات لهذا الداء العضال، فقبلوا ذلك منه، وأرسلوا له جوابا شكرا له على ذلك ...» ولا شك أن الجبرتي نال نسخة منها - فقد كان عضوا في الديوان - وأنه قرأها، فقد قال معقبا على هذا الحادث: «وهي رسالة لا بأس بها في بابها.»
Shafi da ba'a sani ba