ولا يوجد بها مطلقا الثعابين القاتلة ولا العقارب ولا الأسود ولا الفهود ولا السباع ولا الحشرات المؤذية مثل ثعابين سجتان وهندوستان وعقارب نصيبين وكاشان وجاشك وموقان وجراد عسكر ورتيلا وبرغوث أردبيل وسباع العرب وتماسيح مصر ، وأسماك قرش البصرة ، وقحط الشام ، ومرارة عمان ، وسيراف ، والأهواز ، وأجمع أهل العالم أنه لا يوجد فى جميع الدنيا مقام رائع مثل" طبرستان" وبها الكثير من الحاصلات المباحة مثل الحطب والفواكه ، والقصب ، والحشائش ، وتوابل الفلاة والجبل ومناجم الكبريت ، والزاج وحجر الكحل ، كما تشتهر بكثرة مناجم الذهب والفضة والتى فيها منفعة للفقراء وتجارة وربح للأغنياء ، كما بها أنواع من الطرائف الكتانية والقطنية والحريرية والصوفية والكليمية على أصناف مختلفة ذهبية وصوفية ، والتى هى من هناك إلى العالم شرقا وغربا ، وقد كتب" اليزدادى" أنهم أتوا إلى طبرستان فى العهد الأول لأجل الحلل الأطلسية والمنسوجات والحرائر العتابية النفيسة وأنواع الحرائر القيمة والمخمل السقلاطونى القيم والشراب الغالى والكافور الذى لا يفوقه كافور آخر فى الطيب ، والجودة ، والعباءات الحريرية ، والصوفية ، الرفيعة ، وأنواع من البسط الجهرمى والمفروشات والسجاجيد والبللور البغدادى والفرش العبادانية وآلتى تصدر من هناك إلى أقصى بلاد الدنيا ولا يمكن الحصول على مثلها فى جميع الآفاق ، وكانت آمل حتى عهدنا سوقا لبضائع السقسين والبلغار وكان الناس يأتون إليها من العراق والشام وخراسان وحدود بلاد الهند فى طلب سلعهم وبضائعهم ، وكانت تجارة أهل" طبرستان" مع البلغار السقسين نظرا لأن" سقسين" تقع على شاطئ البحر المقابل لآمل ويقال إنه حينما كانت تمضى السفينة إلى سقسين كانت تستغرق ثلاثة أشهر وعند ما تعود تستغرق أسبوعا إذا كانوا يقيمون صلاة الجمعة هناك والجمعة الأخرى" بهلم" إذ أنه فى الذهاب يكون البحر فى
Shafi 92