والفصاحة وعلو الهمة طلب الأمان لديه برفقة فأتى فارس فأرسل إليه فى اليوم الأول عشرين جوادا بخلع وثلاثمائة ثوب ، ومائة درع وخوذة ومائة نطاق للسيف وصدرية ودرقة ، وعشرون ألف دينار من الذهب ومرة أخرى جاء أخوه" بركة بن صدقة" إلى بلاط الإصفهبد علاء الدولة هربا من الخليفة فشفع له وكتب له رسالة الأمان وأعطى له النفقات وأعاده إلى ولايته مع رجاله ولما عصى قيترمش السلطان وبعث بإخوته وأبنائه وحروماته أمانة لديه ، وقد رعى تلك الجماعة لمدة خمس سنوات بشفقة لم يكن لها مدى وبعد ما وجدوا الأمان أعاد الجميع إلى دارهم بسلام.
** " الإصفهبد الكبير العادل العالم الغازى نصرة الدولة رستم بن على بن شهريار بن قارن"
كان بعيد الصوت ، مشهور المواقف ، شائع الذكر ومنذ عهد" إفريدون"" ومنوجهر" لم تلد طبرستان أعظم منه قدرا وهمة وعظمة وعدلا وأصالة ، وكانت فى فترة حكمه جاجرم وجرجان حتى الطوقان منضبطة بحيث إذا ذكره فى موضعه ، وكان أول شخص من جماعة باوند الذى جلس على العرش فى البلاط ومنظم له الموكب ولم يكن لحاكم أو ملك باستثناء خسرو برويز فمثلما كان له من كنوز وذخائر ونفائس وما زال إلى عهدنا أربعون جزءا من قلاع مملوكة له من الذهب والأجناس والجواهر.
وهكذا سمعت أن كيكاوس إستندار حينما أراد أن يوصيه تشاور مع قاضى ولايته فسمح له بهذه الجرأة حتى اتجه الشاه غازى إلى رويان وجعل النيران تحرق الولاية من أقصاها إلى أقصاها ويقول الإصفهبد خورشيد من أبى القاصم المامطيرى باللهجة الطبرية :
تدبير كرده كاوى كى كوشيك بسوجن
أونى كه سى كوشلر برنده تابلوجن
وبعد وفاة سليمان شاه ابن أخيه هرب من محمود خان ابن أخته وولى عهد سنجر ولجأ إلى شاه غازى بمحلة الدراويش ولمدة شهرين كانوا يضعون الموائد له ولحشمه كل يوم من أول الميدان حتى نهايته حتى جمع عشرين ألف رجل من جيلان
Shafi 116