أدواره شعب مثل أطراف الأصابع وله حركة عظيمة كأنه في ماء يضطرب وله شعاع مثل شعاع الشمس له اضطراب على الجدر وفي الأرض، يختفض في الأرض، ويرتفع، وكان طلوعة في برج الميزان ليلة النصف من رجب سنة ست وتسعين وثلثمائة بين الغفر والاكليل، ونوره يزداد كل ليلة وحركته وهو في موضعه الذي رأي فيه ولم يسير (1) ولم يبرح بحاله كما شاء الله سبحانه، فلما كان ليلة النصف من شهر رمضان. من هذه السنة نقص نوره وذهب ذلك النور منه.
فلما كان يوم سبعة وعشرين من شهر شوال خرج أسعد بن أبي الفتوح يريد الهان. وقد كان أصرخ في حمير فاجتمع إليه منهم خلق كثير. والذي كان أصرخ بهم وسار إليهم ابنه المنصور بن أسعد. فلما صار في موضع يقال له الضريات (2) أقام هنالك إلى يوم الثلاثاء أول يوم من ذي القعدة.
فلما كان في الليل غدر به خادم كان له يقال عدي لعنه الله. وهو مولى للتراخم فقتله، وذلك ليلة الأربعاء لليلتين خلتا من ذي القعدة سنة 396.
وحمل إلى نعظ وقبر هنالك. وكاتبه يومئذ إبراهيم بن يحيى بن جرير من أهل صنعاء. وأخفى موته يومين والناس يرتجون حياته (3). فلما كان يوم الثالث وذلك يوم الجمعة اجتمعت العشير من خولان فحلفوا لابنه المنصور بن أسعد وأقاموه مكان أبيه فأجرى الأمور لهم على ما [56- أ] كانت مع أبيه. وعلى ذلك حلفوا. واستكتب كاتب أبيه إبراهيم بن جرير.
وقام في عشيرته ونفذت له الأمور.
وأقامت صنعاء بغير سلطان إلى يوم السبت السابع عشر من المحرم أول شهور سنة سبع وتسعين. ووصل فيه أحمد بن سعيد بن الضحاك واليا على صنعاء من تحت يدي أبي جعفر أحمد بن قيس بن الضحاك (4) فنزل في
Shafi 124